للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان فقيها نبيها، عارفا محققا، أديبا لبيبا، شاعرا فاضلا، ولي القضاء في الأعمال المضافة لزبيد كحيس فشال.

قال عمارة: وكان من المجيدين المكثرين في كل فن، وكان جوادا ممدحا، يخلع على الشعراء ويغنيهم، ومن شعره قوله في زريق بن عبد الله الفاتكي من قصيدة طويلة: [من الكامل]

نفسي إليك كثيرة الأنفاس ... لولا مقاساة الزمان القاسي

ومن شعره في الفخر قوله من قصيدة مشهورة: [من الطويل]

بأي المعالي من صفاتك أكلف ... وقد لاح لي طوق من النفس أكلف (١)

ومنها: [من الطويل]

أصخ أذنا وانظر بعينك هل ترى ... من الناس إلا من عقامة تردف

ثم ضمن فقال: [من الطويل]

ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا ... وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا

ومن مراثيه قوله في أهله وقد زار مقابرهم بالعرق من زبيد في مقبرة باب سهام: [من الكامل]

يا صاح قف بالعرق وقفة معول ... وانزل هناك فثمّ أكرم منزل

نزلت به الشم البواذخ بعد ما ... لحظتهم الجوزاء لحظة أسفل

أخواي والولد العزيز ووالدي ... يا حطم رمحي عند ذاك ومنصلي

هل كان في اليمن المبارك قبلنا ... أحد يقيم صغا الكلام الأميل

حتى أنار الله سدفة أهله ... ببني عقامة بعد ليل أليل

لا خير في قول امرء متمدّح ... لكن طغى قلمي وأفرط مقولي

ولم أقف على تاريخ وفاته، إلا أنه كان موجودا في هذه المائة يقينا.


(١) في «طراز أعلام الزمن» (٢/ ١٨٩): (وقد لاح طومار من النفس).

<<  <  ج: ص:  >  >>