للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله مصنفات، منها: «مختصر الروضة» في مجلدين، اشتهر في كثير من البلاد.

وكان رحمه الله حسن الأخلاق، سليم الباطن، مشهورا بالصلاح وكثرة المحاسن، حسن الاعتقاد.

قال الشيخ اليافعي: (رآني في وقت وقال لي: كنت إذا رأيتك في المنام في بلادي وأنا مريض .. تعافيت) اه‍ (١)

قلت: إلى هنا انتهى تاريخ الشيخ الإمام عبد الله بن أسعد اليافعي رحمه الله تعالى ونفع به، واعتذر رحمه الله حيث لم يذكر فقهاء اليمن وصالحيه المتأخرين بأنه لم يقف لليمن على تاريخ سوى «تاريخ ابن سمرة»، ذكر فيه من هاجر من أعيان أهل اليمن من الصحابة وغيرهم ممن روي عنه الحديث، ومن بعثه النبي صلّى الله عليه وسلم إلى اليمن من الصحابة رضي الله عنهم إما قاضيا وإما عاملا، ثم ذكر فقهاء التابعين فمن بعدهم إلى عصره، ولم يتعرض لذكر الشيوخ من الصوفية العارفين، وعمن لم يطلع عليه من الفقهاء النائيين، وعن جميع المتأخرين.

قال الشيخ اليافعي: (ولم أذكر أنا من الذين ذكرهم إلا أفرادا من أعيان أعيانهم؛ كطاوس، ووهب بن منبه، وعمرو بن دينار، والشيخ عبد الرزاق، وآخرين من بعدهم كالإمام ابن عبدويه، وزيد اليفاعي، ويحيى بن أبي الخير العمراني وغيرهم) انتهى كلام الشيخ اليافعي (٢).

وكأنه رحمه الله لم يقف على «تاريخ الجندي»، فقد استوعب فيه جملة من فقهاء اليمن وصالحيه ومشايخه؛ من العرب والقبائل والوزراء والسلاطين والأمراء، وبلغ فيه إلى أوائل دولة المجاهد، واختصره الشيخ الشريف عبد الرحمن بن حسين الأهدل، وذيل عليه إلى نحو سنة خمسين وثمان مائة، وقد نقلت بحمد الله غالب ما في «الجندي» و «تاريخ الشريف عبد الرحمن بن حسين» إلى هذا المجموع، يسر الله تمامه، وأحسن العاقبة، وجعله خالصا لوجهه الكريم، آمين.


(١) «مرآة الجنان» (٤/ ٣٣٤).
(٢) «مرآة الجنان» (٤/ ٣٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>