كان شاعرا فصيحا بليغا، حسن السبك، جيد المعاني، وكان معجبا بنفسه، مغاليا في استحسان شعره، حتى إنه ليفضله على شعر المتنبي وأبي تمام، ولا تنكر فصاحته وبلاغته، ولكن أين السّنام من المنسم؟ ! وفي شعره الغلو في الرفض والتشيع، ومن شعره في ذلك قوله: [من الوافر]
فقلت رضيت بالإسلام دينا ... وتوحيدي لرب العالمينا
وتقديمي على زيد وعمرو ... وتفضيلي أمير المؤمنينا
أقول لمن يقدمهم عليه ... خطيبا قائما في المسلمينا
صددت الكأس عنا أمّ عمرو ... وكان الكأس مجراها اليمينا
وقال يمدح الأشرف بن المفضل بقصيدة وازن بها قصيدة المتنبي العينية التي يمدح بها سيف الدولة، وأولها: [من البسيط]
غيري بأكثر هذا الناس ينخدع ... إن قاتلوا جبنوا أو حدثوا شجعوا (١)
فقال ابن العليف في أول قصيدته: [من البسيط]
الله لي عوض عن وصل من قطعوا ... رزقي عليه فلا فقد لما منعوا
وقال يمدح الوزير علي بن عمر بن معيبد الأشرفي: [من الطويل]
بنوا برمك كان وآل معيبد ... عليّهم في الفضل أعلى مراتبا
تشابهت الأكفاء في كل أمة ... فكانوا لقيطا في اشتباه وحاجبا
وهذا الذي أضحى وكل لفضله ... مقر بأن الشمس تخفي الكواكبا
عظيم مهيب في العيون تخاله ... على الأرض نورا في السماوات ثاقبا
ومن شعره ما كتبه إلى صديق له في وصف الشيب: [من الوافر]
لقد بدلت كافورا بمسك ... عهدناه بلمّتك الكريمه
وكان المسك أدنى منه عرفا ... لناشقه وأغلى منه قيمه
وله أشعار كثيرة يمدح بها أمراء مكة: كعنان بن مغامس، وحسن بن عجلان وغيرهما، وأئمة الزيدية؛ كعلي بن محمد الهدوي، وولده الإمام صلاح، وملوك اليمن وغيرهم، ووصلوه بصلات جزيلة، وكان ضنينا بشعره، ومنقبضا عن الناس.
(١) «ديوان المتنبي» بشرح العكبري (٢/ ٢٢١).