فلكم به زال العنا عني وقد ... أعدمت في ظن العدو المعتدي
ولكم به نلت المنى من كل ما ... أبغيه من قبل العلا والسؤدد
يا عين كفي الدمع لا تذرينه ... من ذا الأوان واحبسي ثم اجمدي
يا نفس لا تعيي أسا وتأسّفا ... فلنعم وصف الصابر المتجلد
يا قلب لا تيأس وكن قلب امرئ ... أمسى يرجي غارة من أحمد
فعسى يوافيك اليسار معسيا ... ولعل تأتيك الإغارة في غد
قال: فلما وصلت إلى البيت الأخير منها .. ألقي علي نوم غالب، فرأيت النبي صلّى الله عليه وسلم دخل بيتي، فقبلت قدمه اليمنى، فرفع رأسي من تحت ذقني بيده اليمنى المكرمة، فرفعت رأسي، وأطرقت، ثم قال لي وهو قائم: قد جئناك مغيرين، والزم الصلاة علي في كل ليلة ألف مرة، فانتبهت ولم أجد لذلك الضيق أثرا، فسكن حالي، وبعد ثلاثة أيام زالت تلك الشدة وآثار تلك المكذبة، ولم أدر بأي شيء كان سبب زوالها، وذلك في آخر الدولة المنصورية) انتهى ما وجدته.
وكان فيه حدة مزاج، وحرارة مفرطة، ويعرف لغات شتى، تحاكم إليه مرة شخصان، وأحدهما يدعي أن الآخر رقيقه، والمدعى عليه يزعم أنه حر الأصل، وهو أعجمي اللسان، ومعه جماعة شهود يزعمون أنهم يعرفونه من بلده ويعرفون أبويه مؤمنين على الإسلام، فرطن القاضي ساعة مع العبد (١)، ثم قال لسيده: خذ بيد عبدك، وزجر الشهود وتهددهم، فسأله بعض الحاضرين عن ذلك فقال: إني سألت العبد عن أصله، وكيف سبب خروجه من بلده، ووقوعه تحت يد هذا، فزعم أنه كان بالحبشة على دين الكفر، فسرقه الكفار وباعوه على شخص، فباعه ذلك الشخص على المدعي.
ومن تصانيفه:«المفتاح» نكت على «الحاوي» وشرح «الجعبرية» في الفرائض سماه: «رقم الجمال في شرح منظومة اللآل» و «الدر النظيم في الكلام على بسم الله الرحمن الرحيم» وله أيضا غير ذلك من الفوائد.
ولما ارتفع الطاعون الواقع في زمنه بعدن .. عقبه وباء عظيم، فأمر الناس بالتوبة وفعل الخير، وحثهم على التضرع والابتهال إلى الله تعالى في رفع ذلك، واستسقى بهم في رفعه، وصنف في ذلك كتابا سماه:«وصف الطلب في كشف الكرب» وله منسك لطيف