للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولاه العبيد مدينة زبيد في آخر يوم من شعبان سنة خمس وخمسين وثمان مائة والمسعود إذ ذاك بتعز، فنزل إلى زبيد في رمضان ولم يدخلها، بل استقر خارجها ليحارب المؤيد، فأحس من جنده بمكر وخداع، فرجع المسعود إلى تعز، ثم إلى عدن، وبقي المؤيد بزبيد إلى أن خلع المسعود نفسه، وخرج من عدن إلى العارة، ثم إلى هقرة، وذلك في سادس جمادى الآخرة من سنة ثمان وخمسين وثمان مائة، فلما علم المؤيد بذلك .. خرج من زبيد، ودخل عدن سابع وعشرين الشهر المذكور، قيل: كان ذلك باستدعاء جماعة من كبار يافع الذين بعدن، ولم يزل بها إلى أن دخلها المشايخ بنو طاهر في ثالث وعشرين شهر رجب من السنة المذكورة، فلزم المؤيد الجورة، فآمناه ولم يغيرا عليه حالا، بل جعلاه في بيت، وأجريا عليه الكفاية، واشتريا منه ما معه من الخيل والسلاح وغير ذلك، ثم ضاقت به عدن، فاستفسح في الخروج منها، فأذنوا له، فخرج منها إلى زبيد، فأقام بها ليس له أمر ولا نهي سوى اسم السلطنة كما كان بعدن مدة إقامته بها والحل والربط بزبيد بيد العبيد، وهم يفعلون بزبيد الفعائل إلى أن حط تحتها الشيخ علي بن طاهر، فخطب بها خطبة الجمعة حادي عشر الحجة من سنة تسع وخمسين للشيخ عامر بن طاهر، وعاد الشيخ علي بن طاهر أحاط بجنب البلد، وذلك بتدبير الأمير زين الدين جياش السنبلي وتقدير العزيز العليم، فاستجار المؤيد ببيت الشيخ الغزالي، ودخل الشيخ علي بن طاهر زبيد ضحى السبت ثاني عشر شهر الحجة آمنا من غير قتال ولا خوف، وخرج المؤيد إلى مكة، ثم قصد مصر، فأكرمه سلطانها إينال الأجرود، ورتب له مرتبا يقوم بكفايته بمكة المشرفة، فرجع إلى مكة، واستقر بها إلى أن توفي.

ولم أقف على تاريخ وفاته، والظاهر أنها كانت في العشرين بعد هذه، وإنما ذكرته هنا؛ لتحقق وجوده في سنة ستين، ومن عجيب الاتفاق أن المشايخ عامر وعلي ابني طاهر دخلا عدن واستوليا عليها والمؤيد بها، ثم دخلا زبيد والمؤيد بها أيضا، وذلك دليل تأييدهما.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>