للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سطح بيته ومعهم الحجارة يرجمون من قصد ذلك البيت بالنهب، وكان الحصون بيد آل أحمد، وهم رتبتها، وآل كلد في البلد، وهم أكثر عددا من آل أحمد، والحرب بينهم سجال، ولا ينقادون للمسعود، ولا يمتثلون أمره، وإنما هو معهم صورة، له الخطبة والسكة لا غير.

خرج مرة يقرع بينهم في حرب كانت بينهم، فرموه بالحجارة حتى أدموه، وقتل شخص منهم في الحرب، فدفنوه قائما؛ تفاؤلا منهم بقيام الشر والفتنة نعوذ بالله من الجهل.

ولما رأى المسعود عدم الانقياد من يافع مع تردد المشايخ بني طاهر لحصار البلد ..

خشي أنهم يسلموه إليهم، فخرج من عدن إلى العارة طريق البحر، ثم خرج من العارة إلى هقرة، واستجار بها عند الشيخ الصالح عبد الله بن أبي السرور، وذلك في سادس جمادى الآخرة من السنة المذكورة.

ولما علم المؤيد بخروج المسعود من عدن .. خرج من زبيد، ودخل عدن في يوم الرابع والعشرين من الشهر المذكور، ولما خشي آل أحمد الغلبة من آل كلد .. خرج جماعة من نقبائهم، منهم: النقيب طاهر بن عامر، والنقيب بأكسامه وغيرهما، وقصدوا المشايخ بني طاهر، وباعوهم البلد، واشترطوا عليهم شروطا، منها: أن يبقوا نقباء آل أحمد على نقابتهم، وتقدمهم على يافع، وأن يخرج آل كلد من البلاد ولا يقتل منهم أحد، وشروطا أخرى، فلما قرروا الكلام مع بني طاهر على ذلك وتحالفوا على ذلك .. نزل نقباء يافع إلى عدن، ثم نزل المشايخ آل طاهر بعدهم في جيش عظيم، وحطوا في المياه، ودخل المجاهد شمس الدين علي بن طاهر عدن ليلة الجمعة الثالث والعشرين من شهر رجب من السنة المذكورة ليلا من السور بالحبال في جماعة قليلة من عسكره من جانب حصن التعكر، ولما صار المجاهد بالحبل بين الحصن والأرض .. همّ النقيب القحاط-أحد المرتبين بالحصن-الغدر به وقطع الحبل ليسقط إلى الأرض، فمنعه النقيب طاهر، والنقيب باكسامة، والنقيب أحمد، وغيرهم ممن قد حلف لبني طاهر، فلذلك كان الشيخ علي بن طاهر يراعي النقباء المذكورين ويحترمهم ويكرمهم، ولم يكن للقحاط عنده منزلة ولا ميزة بالكلية، فلما استقر المجاهد بالحصن .. ضربت بها الطبول ليلا، وصيح فيها بالنصر للمشايخ بني طاهر، فلما سمع بذلك آل كلد .. سقط في أيديهم وأيقنوا بالهلاك، فما أمكنهم إلا لزوم الجور والحوط رجالهم ونساؤهم، وتركوا البيوت خلية ليس فيها ساكن.

ولما كان صبيحة تلك الليلة: فتح باب البرود، ودخل منه الشيخ عامر بن طاهر صبيحة

<<  <  ج: ص:  >  >>