للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سفيان، فأقام الشيخ عبد الملك بزبيد، وخرج ابن سفيان إلى الشام (١).

وفيها: نزل المجاهد إلى زبيد بعد أن استولى على بعض الحصون قاصدا إلى الحج إلى بيت الله الحرام، فعرج عن دخول زبيد، فخرج إليه القضاة والعلماء والصالحون مستشفعين بالقرآن العظيم يحملونه بين أيديهم ويسألونه ترك ما نواه، فأسكتهم بالدخول معهم إلى زبيد وهو مصمم على ما نواه، ولما علم أخوه الظافر بذلك وكان في بلده أرسل ابن أخيه الشيخ محمد بن داود يستعطفه في الترك، فقدم محمد بن داود زبيد أول رمضان (٢)، وأقام أياما، ثم عزم إلى عدن طريق الساحل (٣).

وفي يوم الاثنين تاسع عشر رمضان: قدم الشريف إدريس بن قاسم بن حسن بن عجلان الحسني، ابن عم الشريف محمد بن بركات أمير مكة في جماعة من خواصه على المجاهد بزبيد، فأجزل صلته، وأكرم نزله، ثم توجه إلى الظافر ببلده، فقابله بأحسن من ذلك (٤).

وفي يوم الأحد رابع عشر شوال: أصبح الملك المجاهد مفقودا من زبيد، وذلك أنه خرج من السور ليلا في ثلاثة عبيد، فأصبح الناس كالغنم بلا راعي، وغلقت أبواب المدينة، فخرج بعده ابن سفيان في جمع عظيم ليرده، فوجده قد ركب البحر، فرجعوا، وقام ابن سفيان بأمر زبيد، ورتّب العساكر، وضبط أمور البلد، وأرسل إلى الملك الظافر يخبره بذلك، وبقي الناس حيارى ثلاثة أيام، ثم إن المجاهد نزل في ساحل البحر من الحديدة، وعرج إليه صاحب الحديدة الشيخ إبراهيم بن عمر الثابتي، وقاضيها محمد بن عبد القادر الناشري، وصوفيها الشيخ إدريس الجبرتي وغيرهم، فكلموه في الرجوع ولم يعذروه، فرجع في البحر إلى ساحل البقعة، فلما علم ابن سفيان برجوعه .. تجهز بالعساكر للقائه، وتجهز معه العلامة شمس الدين المقرئ، التقيا بالبقعة، وعزما معا في طريق البر طريق الساحل إلى عدن، ودخلا من طريقهما، ثم عدن (٥) في آخر شهر شوال المذكور، وفرح الناس فرحا عظيما، ثم نزل أخوه الظافر إليه، والتقيا بعدن، واصطلحا، وعزما إلى بلدهما (٦).


(١) «بغية المستفيد» (ص ١٣١).
(٢) في «بغية المستفيد» (ص ١٣٢): (أول شعبان).
(٣) «بغية المستفيد» (ص ١٣٢).
(٤) «بغية المستفيد» (ص ١٣٢).
(٥) في «بغية المستفيد» (ص ١٣٣): (ودخلا في طريقهما موزع، ثم دخلا عدن).
(٦) «بغية المستفيد» (ص ١٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>