للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العقيلي، وطلب الشرف أحمد إلى عدن ليولى نظرها، فلم يتفق (١).

وفي ليلة الثامن من ربيع الأول: توفي شيخ الإسلام عفيف الدين عبد الله بن الطيب الناشري، واستمر عوضه أخوه شيخ الإسلام وجيه الدين عبد الرحمن بن الطيب الناشري.

وفي ربيع الأول: كانت الوقعة المشهورة بين الشريف محمد بن بركات صاحب الحجاز وبين الشريف أبي الغوائر أحمد بن دريب بن خالد صاحب جازان بسبب وحشة حصلت بينهما، وذلك أن الشريف محمد بن بركات وقع بينه وبين بعض إخوته-وأظنه إبراهيم- منافرة، فأراد إبراهيم المسير إلى مصر ليشكو أخاه، فلم يمكنه العزم إلى مصر لا من ينبع ولا من المدينة ولا من غيرهما رعاية لأجل الشريف محمد بن بركات، فتوجه إلى اليمن إلى جازان، فأركبه صاحب جازان من بندوة إلى سواكن، ثم توجه من سواكن إلى مصر، فكان ذلك سبب الوحشة بينهما، فتجهز الشريف محمد بن بركات من مكة في جمع عظيم، فوصل إلى جازان، وترددت الرسل بينه وبين صاحب جازان، فلم ينتظم بينهما صلح، فوقعت بينهما وقعة عظيمة كاد ينهزم فيها الشريف محمد بن بركات، وكان قد استعد معه جملة من المحلقة المطلية بالذهب، من رآها .. لا يشك في أنها أشرفية ذهب خصوصا العرب الذين لا يميزون بين رزن الذهب وخفة الفضة، فلما رأى الانحلال في أصحابه ..

بث ذلك في عسكر صاحب جازان، وأفسدهم عليه بالدرهم حتى تخاذلوا عنه، وانهزم صاحب جازان، وقتل من أصحابه نحو الخمسة عشر، ودخل الشريف محمد بن بركات جازان وأحرقها ونهبها، وانتهكت به الحرمات، وانكشفت به العورات، وجرى على نساء صاحب جازان من الذل والإهانة وكشف الحجاب ما لم يكن في حساب (٢).

وفي هذه السنة: قدم ولد صاحب جازان بعد الكسرة إلى زبيد وبها يومئذ الشيخ يوسف بن عامر، فكساه وأنعم عليه، وسيره إلى عمه الملك المجاهد بعدن في جملة فرسان، فلقيه المجاهد بها، وأنعم عليه، وأعطاه مالا جزيلا، ورده إلى بلده مكرما، وخاف المجاهد من تطرق الشريف محمد بن بركات إلى زبيد وأعمالها، فأرسل إلى سلطان مصر قايتباي بهدية عظيمة وكتاب فيه شفاعة لصاحب جازان بأن يقصر الشريف محمد بن بركات عن العود إلى جازان، فكتب الأشرف قايتباي إلى الشريف محمد بن بركات بأن


(١) «بغية المستفيد» (ص ١٤٧).
(٢) «بغية المستفيد» (ص ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>