فبلغه أن أخواله المذكورين نقضوا الصلح، فنزل الشيخ محمد بن عامر والمنتصر العربي وابن صاحب مرعيت إلى تعز ثالث رمضان، وكان جماعة من أهل تعز قد خامروا ورخصوا للشيخ محمد بن عامر أخذها، فوصل الشيخ محمد ومن معه على غرة إلى تعز وبها يومئذ شيخ الإسلام العلامة شمس الدين يوسف المقرئ بن يونس الجبائي، فأمر الناس بالفطر والقتال، فقاتلهم من لم يخامرهم، فهزموهم، وقتل ابن صاحب مرعيت في جماعة، ورجعوا خائبين، وكان الأمير عمر بن عبد العزيز إذ ذاك بتعز، فخرج ولم يقاتلهم، فاتهم في ذلك، ثم حصلت عليه مكائد كثيرة أفضت إلى غضب الظافر عليه والعسف والهسف، ثم قيد يوم الجمعة عشرين في شهر رمضان ببلد العربيين بعد وقعة صهبان، وسجن (١).
وفي رابع رمضان: توفي عمر قرينع.
وكان من جملة من خالف على الملك الظافر مع خاله الشيخ عبد الله بن عامر: عبد الباقي بن محمد بن طاهر، فنزل عبد الباقي المذكور إلى عدن، وأخذها للشيخ عبد الله بن عامر في الظاهر وغرضه في الباطن استخلاصها لنفسه دون غيره، فوصل إلى لحج بجمع أكثرهم من يافع، فتقدم طائفة من عسكره، فنهبوا وعاثوا، فخرج عليهم رتبة لحج، فهزموهم، ثم أقبل الشيخ عبد الباقي في بقية عسكره، فانهزم عنه رتبة لحج إلى السائلة، فلام أصحابه على النهب، ودخل الرعارع، ولم يغير على أحد شيئا، ثم تقدم إلى عدن ومعه نحو مائة سلم ليرتقي بها عسكره إلى الدروب، فوصل إلى المياه في آخر ليلة الثلاثاء عاشر رمضان، فوقع بين عسكره وبين المرتّبين بالحصون مهاوشة، وأخرب أصحابه بعض شيء من درب حوشب، فلما كان صبيحة ذلك اليوم .. خرج إليه الشيخ محمد بن عبد الملك من عدن في جمع عظيم غالبهم من عساكر المراكب البحرية؛ لأنه وصل في الموسم، وكان في البلد جملة خشب، فاستعان الشيخ محمد بن عبد الملك برجالها وآلاتها من المدافع وغيرها، فالتقى الجمعان عند جبل حديد، فنصر الله الشيخ محمد بن عبد الملك، وانهزم الشيخ عبد الباقي بن محمد بعد أن انكسرت يده وانهزم جل عسكره، وانحاز جمع من عسكره غالبهم من يافع إلى جبل حديد، فحط الشيخ محمد بن عبد الملك تحتهم ولم يتبع المنهزمين، ولو تبعهم .. لاستأصل شأفتهم ولم يبق منهم باقية، لكن رأى الأمر كما قيل:[من الكامل]