للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أهل الشام بالكره من الربابين لذلك بعد أن أخيفوا وتجوّروا، فلم يعذرهم الأمير في ذلك؛ كفاية لشر الفرنج، فمكثوا في البندر أياما، ثم ساروا إلى جدة، فأرسوا ببندرها وبها الأمير سلمان في جمع من الترك وغيرهم، وكانوا قد علموا بمسيرهم إلى جدة، فاستعدوا لقتالهم، فلم ينزل أحد من الفرنج إلى ساحل جدة، بل قصدهم الأمير سلمان إلى البندر في غراب أو غرابين، فلما قرب منهم .. رماهم بالمدافع، فأتلف عليهم من مراكبهم مركبين أو ثلاثة، ثم إن المدافعي طرح في الباروت شيئا حتى تغير المدفع وأحرقت النار بعض الغراب الذي فيه سلمان، ويقال: إن المدافعي كان نصرانيا يخدم مع الأمير سلمان، فأحصن على أهل دينه بذلك، فقتل الأمير سلمان المدافعي في الحال، ورجع إلى ساحل جدة بما بقي من الغراب سالما، واستمر الفرنج راجعين عن بندر جدة إلى العين، فتبعهم الأمير سلمان أو بعض أصحابه في غراب إلى قرب اللّحيّة، فاستنقذوا من الفرنج غرابا به جماعة من الفرنج، فعزموا بهم إلى جدة، ثم تقدموا بهم إلى السلطان صاحب الروم، فوصل الفرنج إلى بندر عدن، وأقاموا فيه أياما، وأعطاهم ما يحتاجون إليه من الماء وغيره، واستنقذ منهم بعض الأسارى، ثم رجعوا إلى هرموز، وخيبهم الله وخذلهم (١).

وفي هذه السنة: كتب الأمير مرجان على لسان السلطان عامر بن عبد الوهاب موهما أن عاده في الحياة (٢) إلى السلطان سليم شاه كتابا إنشاء الأديب الفقيه محمد بن عمر بحرق يتضمن الشكوى من حسين وسلمان وجندهما وما تعلق باليمن من الفساد من سفك الدماء ونهب الأموال وغير ذلك، ويتضمن أيضا الاعتذار من فعله مع الفرنج من المسالمة ودفع الربابين إليهم، وأخذ عليه خطوط جماعة من أعيان البلد من الفقهاء والتجار وغيرهم، وأرسل بذلك صحبة قاصدين وهما: الشيخ [ .... ] (٣) الشاذلي و [ .... ] (٤) الفائشي، وكتب صحبتهما كتابا إلى صاحب الحجاز الشريف بركات بن محمد، وجعل نظرهما إليه بوجههما كيفما ترجح له برا وبحرا، وأرسل معهما بهدية عظيمة إلى السلطان، وبهدية أيضا إلى الشريف بركات، فتوجّها إلى الحجاز طريق البحر وحجا، ثم عزما على نظر الشريف إلى مصر، ثم منها إلى الروم، فأوصلا الكتاب إلى السلطان، وقبل الهدية، وأكرمهما،


(١) «تاريخ الشحر» (ص ١٣٣).
(٢) كذا في الأصول، والمعنى: أنه لا يزال على قيد الحياة (لهجة يمنية).
(٣) بياض في الأصول.
(٤) بياض في الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>