للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقام عمر بن شوايا كبير الطوالق بالحمراء هو ومن معه من الطوالق، فكفوا عن النهب، ولكن كانت أيديهم باسطة يأخذون ما شاءوا، وما أهل لحج معهم إلا بمنزلة أهل الذمة في الذلة والهوان، وخربت لحج، وانتقل غالب أهلها إلى حوطة الشيخ بلحفار، وقليل منهم إلى الوهط، واحترموا الوهط للشريف عمر بن علي باعلوي، وانقطعت الطرق، وغلا الطعام بعدن، وكان الشيخ عبد السلام بن معوضة الحمادي أميرا بعدن من قبل السلطان عامر بن عبد الوهاب، لكن الأمر والنهي والحل والربط بعدن للأمير مرجان، وكان الشيخ عبد السلام مؤازرا للأمير في هذه الفتن في مدافعة الفرنج والمصريين، وله في ذلك تأثير عظيم، فلما احتوى الترك على تعز .. خاف الشيخ عبد السلام على بلده أن يستولي عليها أعداؤه من العرب أو توصّل الترك إليها، فطلب من الأمير الخروج إلى بلده، فلم يساعده، ويقال: إنه كان معه الفسح من الشيخ عبد الملك، فلما رأى تفاقم الأمر واتساعه وعدم مساعدة الأمير له على الفسح .. استمال جماعة من مرتبي الحصون ونقباء الجبل الذين بعدن، واستعدوا للخروج سرا، ومدافعة من دافعهم عن ذلك، فخرج الشيخ عبد السلام وأهله ومن معه من أهل بلده ليلة الجمعة [ .... ] (١) من درب حوشب، وتبعه جماعة من أهل اليمن، فسلك الشيخ عبد السلام إلى سيلة العقارب، وسلك غيره من أهل اليمن طريق الرعارع وبنا أبّة، فمن سلك طريق الرعارع وبنا أبّة .. سلم، وتوجه إلى بلده، وأما الشيخ عبد السلام وأصحابه .. فإن الأمير أرسل إلى شيخ العقارب بالسيلة صلاح العقربي يخبره بما اتفق من الشيخ عبد السلام، ويحرض عليه ألا يفوته، وأنه إن ظفر به .. فليرده إلى عدن طوعا كان أو كرها، وأنه ما ظفر به معه من نقد وغيره .. فهو له، وما قصدنا إلا ردّه إلى عدن برأسه، وأرسل به مع مكتّب، فوصل إليها وقد قدم الشيخ عبد السلام رحله من السيلة إلى جهة بلده، فتبعه صلاح في العقارب، وسألوه الرجوع طوعا فأبى، فلما رأى الجدّ منهم .. ناوشهم القتال، فقاتلوه وظفروا به، واستولوا على جميع ما معه، وردوه إلى السيلة هو ومن معه من إخوانه، وبقية عسكره تفرقوا عنه، ودخلوا به إلى عدن من طريق البحر-فيما أظن-على حالة غير صالحة، فلام الناس الأمير على ذلك، ثم رسم عليه في الدار.

***


(١) بياض في الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>