بما يناسبه من أضداد العلة، وسمع بحكيم في بلاد الهند فذهب إليه، فلما نظر إليه الحكيم الهندي .. قال: بلت في يوم حار على حية ميتة في سبخة من الأرض، فطلع بخارها في عينيك فعميت، ثم كحله بكحال أبصر به في الحال، فرجع إلى بلده، وأراد أن يختبر ما قاله الحكيم، فقتل حية، ثم رمى بها في سبخة من الأرض زمانا تشرق الشمس عليها، وتهب عليها الريح، ثم بال عليها، فعمي في الحال، فارتحل إلى الحكيم الهندي وقال لغلامه: إذا رفع الحكيم المرود ليكحل به عيني .. فخذه من يده وضعه في فمي، فلما وصل إلى الحكيم الهندي .. قال له: رجل غريب: قد ذهب بصره، تعالجه لله بما يرد نوره، فقال له: كأني رأيتك قبل هذا اليوم، فغالطه فاستدعى بذلك الدواء الذي كحله به أولا، فلما وضع الدواء بطرفي المرود ورفعه إلى عينه .. خطف الغلام المرود من يده، ووضعه في فم سيده، فتطعمه وشمه، فعرف فيه تسعة وتسعين نوعا من الأدوية، وغرب عليه نوع واحد منها تمام المائة لم يعرفه، فعرف الحكيم الهندي أنه حكيم، فسأله وأخبره بذلك الشيء الذي لم يدركه، فرجع إلى بلاده، وعمل تلك العقاقير، واكتحل بها فعاد بصره.
كتب سليمان بن حبيب بن المهلب إلى الخليل يستدعي حضوره، وكان في ولايته بأرض فارس والأهواز، فكتب إليه الخليل:[من البسيط]
أبلغ سليمان أني عنه في سعة ... وفي غنى غير أني لست ذا مال
شحا بنفسي أني لا أرى أحدا ... يموت هزلا ولا يبقى على حال
والرزق عن قدر لا الضعف ينقصه ... ولا يزيدك فيه حول محتال
والفقر في النفس لا في المال نعرفه ... ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال
ومما ينسب إليه من الشعر:[من الطويل]
وما هي إلا ليلة ثم يومها ... وحول إلى حول وشهر إلى شهر
مطايا تقربن الجديد إلى البلى ... ويدنين أشلاء الكريم إلى القبر
ويتركن أزواج الغيور لغيره ... ويقسمن ما يحوي الشحيح من الوفر
ومنه:[من الوافر]
ألا ينهاك شيبك عن صباكا ... وتترك ما أضلك من هواكا
أترجو أن يطيعك قلب سلمى ... وتزعم أن قلبك قد عصاكا