ذلك على ثقة الشافعي وأمانته وعدالته، وورعه وزهده، ونزاهة عرضه، وشرف نسبه، وصحة حسبه، وحسن سيرته، وعلو قدره، أثنى عليه مشايخه وغيرهم من العلماء) (١).
وقال الإمام أحمد: ما حمل أحد محبرة إلا وكان للشافعي عليه فضل ومنة.
وقال: ما رأيت أحدا أتبع للسنة من الشافعي.
وقال الزعفراني: كان أصحاب الحديث نياما حتى جاء الشافعي أيقظهم، فتيقظوا.
وفي «صفوة الزبد» عن الإمام أحمد أنه جاء عنه صلّى الله عليه وسلم: «إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يصحح لهذه الأمة دينها» وكان على رأس المائة الأولى عمر بن عبد العزيز، وتلاه في الثانية الشافعي.
قال ابن خلكان: وللشافعي رضي الله عنه مناقب كثيرة جمعها العلماء، واشتهر من المصنفات في مناقبه وأحواله نحو ثلاثة عشر مصنفا، منها لداود الظاهري مصنف في مجلدين، وللفخر الرازي مصنف في مجلد، وبالجملة ففضائله أشهر من أن تذكر، وعلومه أكثر من أن تحصر. [من الوافر]
وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
توفي رضي الله عنه بمصر ليلة الجمعة بعد أن صلّى العشاء، آخر ليلة من رجب سنة أربع ومائتين، ودفن بعد عصر الجمعة.
وفي «صفوة الزبد» عن الربيع بن سليمان قال: كنا جلوسا في حلقة الشافعي بعد دفنه، فوقف أعرابي وسلم وقال: أين قمر هذه الحلقة، بل شمسها؟ قلنا: مات، فبكى ثم قال: رحمه الله وغفر له، لقد كان يفتح ببيانه مغلق الحجة، ويسد على خصمه واضح المحجة، ويغسل من الغبار وجوها مسودة، ويوسع بالرأي أبوابا منسدة، ثم مضى وتركنا نتعجب منه.
قال الربيع المرادي: رأيت الشافعي بعد موته فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: أجلسني على كرسي من ذهب، ونثر علي اللؤلؤ الرطب.