للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

منها في القرآن ومن ثم أوثر أن لا أخوض في شأنها بأكثر من هذا البيان (١).

التعليق:

وقول سيد قطب أنه لم يعثر على حديث في تفسير الكرسي هذا مبلغ علمه رحمه الله وقد صحت الآثار عن ابن عباس وغيره في تفسير الكرسي بأنه موضع القدمين وهو من هو؟ فهو المعلم والمدعو له ممن لا يرد دعاؤه بالفقه في الدين.

صفه النفس:

قال عند قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيءٍ إلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}.

قال في معرض تفسير الآية، ولما كان الأمر في هذه الحالة متروكًا للضمائر ولتقوى القلوب وخشيتها من علام الجوب فقد تضمن التهديد تحذير المؤمنين من نقمة الله وغضبه في صورة عجيبة من التعبير حقًّا (٢).

صفة اليد:

قال عند قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ}.

وذلك من سوء تصور اليهود لله سبحانه فقد حكى القرآن الكريم من سوء تصورهم ذاك وقد قالوا: إن الله فقير ونحن أغنياء، عندما سئلوا النفقة وقالوا: يد الله مغلولة يعللون بذلك بخله فالله بزعمهم لا يعطي الناس ولا يعطيهم إلا القليل فكيف ينفقون.

وقد بلغ من غلظ حسهم وجلافة قلوبهم ألا يعبروا عن المعنى الفاسد الكاذب الذي أرادوه، وهو البخل بلفظه المباشر اختاروا لفظًا أشد وقاحة وتهجمًا وكفرًا فقالوا: يد الله مغلولة ويجئ الرد عليهم بإحقاق هذه الصفة عليهم ولعنهم وطردهم من رحمة الله جزاء: على قولهم {غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} وكذلك كان فهم أبخل خلق الله بمال، ثم يصحح هذا التصور الفاسد السقيم ويصف الله سبحانه بوصفه الكريم وهو يفيض على عباده من فضله بلا حساب {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ} وعطاياه التي لا تكف ولا تنفد لكل مخلوق ظاهرة للعيان شاهدة باليد المبسوطة والفضل الغامر والعطاء الجزيل ناطقة بكل لسان، ولكن اليهود لا تراها لأنها مشغولة عنها باللم والصم، والكنود، وبالجحود، والبذاءة حتى في حق الله (٣).

وقال عند قوله تعالى: {قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ما منعك لما خلقت بيدي والله خالق لكل شيء فلا بد أن تكون هناك خصوصية في خلق هذا الإنسان، تستحق هذا التنويه هي خصوصية العناية الربانية بهذا الكائن وإبداعه نفخة من روح الله دلالة على هذه العناية (٤).


(١) تفسير سيد قطب (٢٩٠/ ٣).
(٢) تفسير سيد قب (٣٨٦/ ٣).
(٣) نفس المصدر (٩٢٩/ ٢).
(٤) نفس المصدر (٣٥٢٨/ ٥).