للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

و (الجواهر والدرر) وجميعها للشعراني، و (الإبريز) لأحمد بن المبارك، و"الرسالة القشيرية" للإمام القشيري، و (الفتوحات المكية)، لابن عربي -أحد زعماء الإلحاد ووحدة الوجود- و (معارف العوارف) للسهروردي وغيرها" أ. هـ.

قلت: وقد نقل صاحب كتاب "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي "قصة نقلها الطنطاوي في مؤلفاته نذكر أولًا ما قاله في الهامش ترجمة له: "هو طنطاوي بن جوهري، مصري تعلم في الأزهر، وتأثر بالصوفية تاثرًا بالغًا فأغرق في مؤلفاته في سرد أقاصيص وأساطير التصوف. مات سنة (١٣٥٨ هـ - ١٩٤٠ م) " أ. هـ.

والآن ننقل ما قاله صاحب كتاب "تقديس الأشخاص" حول ما نقله طنطاوي من خرافات الصوفية ما نصه: "وأخيرًا نجد عند الشيخ طنطاوي جوهري قصة غريبة زعم فيها رجعة هارون الرشيد ومقابلته إياه، فيقول تحت عنوان "هارون الرشيد يخاطبني": إن هارون الرشيد طلب منه طلبًا ألح عليه فيه فقال: "بحق الله، بحق النبي، بحق القرآن إلا فعلته؟ فأكدت له أني أفعل ذلك. فقال: والله إن جعفرًا ما زنى بأخت العباسية ولا زوّجته لها، ولكنه رجل خانني فقتلته. فهل تعاهدني أن تسهر الليل وتجد النهار وتقرأ في الكتب وتبحث فيها حتى تؤلف كتابًا به تطفئ النار المتأججة في الشرق والغرب وتدفع الأكاذيب التي نشرها جورجي زيدان؟ فعاهدته على ذلك، ثم ذكر أنه بعد هذه المقابلة قام يبحث فوجد في المكتبة كتابًا اسمه (العباسة أخت هارون الرشيد) فاشتراه ووقف على تفاصيل القصة وبحث في كتب التاريخ فوجد أنها رواية خيالية يكذبها العلم، فألف كتابًا استجابة لطلب الرشيد اسمه (براءة العباسة أخت هارون الرشيد) (١).

هكذا ساق الرجل هذه القصة بكل بساطة -إن لم أقل وقاحة- تحت مبحث إمكان مقابلة الأحياء للأموات وذكر قصصًا كثيرة مماثلة احتج بها على ذلك، وهو أمر غريب ما كان ليقع فيه رجل أزهري عاش في القرن الرابع عشر لولا التضلع من الخرافات الصوفية. ولا بد من القول بأنها قصة بعيدة الوقوع، ومتنها منكر جدًّا، إذ ما كان الرشيد رحمه الله ليحلف بحق النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وما كان ليختار طنطاوي بين علماء الأمة مع وجود علماء راسخين في علم الكتاب والسنة" أ. هـ.

ونعود إلى صاحب رسالة الماجستير، وما نقله من مصادر التي اعتمدها طنطاوي في تفسيره، كالجغرافيا أيضًا والطب وغيرها من مختلف العلوم الدينية والدنيوية وهو كما قيل فيه: "فيه كل شيء إلا التفسير".

ثم ذكر صاحب الرسالة الآراء الناقدة فيه، والأراء المؤيدة له، ثم المعتدلون في حكمهم على تفسير طنطاوي جوهري، ويمكن أن نلخص تلك الأقوال، برأي صاحب الرسالة وخلاصته فيها بعد جميع ما ذكر بقوله (ص ٣٥٢): "بعد أن وقفنا طويلًا على تفسير الجواهر ومضامينه، وعشنا بين جنباته وصفحاته، وأفكاره وآرائه،


(١) كتاب "الأرواح" لطنطاوي: (ص ٣٢٣).