للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكلام العلماء فيه:

• الوافي: "كان عالما بالعربية واللغة والقراءات، بارعا في ذلك تصدر للإقراء والتدريس والحديث، جمع بين الرواية والدراية" أ. هـ.

• البداية والنهاية: "كانت له قوة قريحة وجودة الذهن وحسن التصنيف" أ. هـ.

• الديباج المذهب: "وعقيدته عقيدة السلف الصالح" أ. هـ.

• معجم المفسرين: "عالم بالعربية واللغة والسير والتفسير والقراءات" أ. هـ.

• قلت: ومن مقدمة كتاب "الروض الأنف" قال المحقق: "وقد كان الرجل أشعري العقيدة -والأشعرية دين الدولة في أيامه- فأشرت في تعليقاتي إلى ما يجانب الحق القرآني مما ذهب إليه، وذكرت ما آمن به سلفنا الصالح، وما قالوه عن صفات الله سبحانه" أ. هـ.

ومن كتاب "السهيلي ومنهجه في النحو واللغة" نذكر ما نصه: "ذكر محقق كتاب الروض الأنف أن السهيلي كان من الأشاعرة، ومع أني وجدت ما يدعو إلى هذا الرأي ويسنده في الكثير من آراء السهيلي ومناقشاته في الأمور الفقهية والعقائدية نحو قوله في قضية الاسم والمسمى: (وكيف غاب ما قلتموه عن بعض الملة القدماء كالباقلائي ومن تبعه من الأشعرية وهم أرباب التحقيق والمؤيدون بالتسديد والتوفيق) (١).

ثم إنه كان كثير النقاش للمعتزلة، وكثير النقض لآرائهم فقد ذهب في مسألة الاسم والمسمى إلى أن الاسم غير المسمى، وأن القرآن قديم لا محالة، وتعسا لمن يخالف فيه من فرق الضلالة (٢). وحين ينتهي من إدلاء رأيه في المسألة يقول: (وأصلنا المتقدم مواقف للغة، مواقف مذهب أهل السنة مخالف لمذهب أهل المعتزلة، لأنهم لا يقولون بقدم الكلام فالاسم المخلوق وهذا باطل وبدعة) (٣).

على أن السهيلي لم يكن يسلم بجميع ما يقوله الأشعرية دون أن يناقش آراءهم ويعرضها للجدل والحوار ثم إنك قد تجده مخالفا لهم في بعض الأحيان من ذلك مخالفته لهم فيما ذهبوا إليه إلى أن نعوت الأعراض بالصفات النفسية مثل سواد شديد، بياض ناصع ترجع إلى كثرة الأجزاء المتصفة بها فهي ليست كصفات الألوان ولا الأعراض ولا معنوية ولا نفسية، يخالف السهيلي هذا الرأي وينتصر للرأي القائل بأنها صفات نفسية عبر عنها بالكيفيات إلى هذا القول اذهب، فما تميز سواد من سواد، ولا بياض من بياض حتى صارت أنواعا مختلفة إلا بصفات ذاتية وأحوال نفسية وهي الكيفيات" أ. هـ.

قلت: إن نقاش السهيلي لآراء الأشعرية هو من باب تبيينها وعرضها بشكل واضح، على أنه قد يذهب إلى خلاف ما قاله أبو الحسن الأشعري -وهذا كما نعلم- مسألة عادية إذ أن متأخري الأشاعرة قد ذهبوا إلى خلاف ما ذهب إليه إمام مذهبهم -الذي رجع عن هذه العقيدة- وانظر مثلًا ما ذكره في إثبات صفة اليد التي سنذكرها لاحقا.


(١) نتائج الفكر في النحر (ص ٤١).
(٢) نفس المصدر (ص ٤٢).
(٣) نفس المصدر (ص ٤٣).