للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العلماء: هي تسمية العقوبة باسم الذنب. . والعرب تستعمل ذلك كثيرًا.

وقال قوم: إن الله سبحانه يفعل بهم أفعالًا هي في تأمل البشر هزء، روي أن النار تجمد كما تجمد الإهالة، فيمشون عليها ويظنون أنها منجاة فتخسف بهم، وما روي أن أبواب النار تفتح لهم فيذهبون إلى الخروج. نحا هذا المنحى ابن عباس والحسن.

قلت: وقوله تعالى: {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} (١) يقوي هذا المنحى، هكذا نص عليه في اختصار الطبري. انتهى وقيل: استهزاؤه بهم، هو استدارجهم بدور النعم الدنيوية (٢).

صفة الاستواء:

قال عند قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}.

معناه عند أبي المعالي وغيره من حذاق المتكلمين: الملك والسلطان. وخص العرش بالذكر تشريفًا، إذ هو أعظم المخلوقات (٣).

صفه العندية:

قال عند قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}.

وقوله (عند): إنما يريد به المنزلة والتشريف والقرب في المكانة لا في المكان، فهم بذلك عنده (٤).

صفة الكلام:

قال عند قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} وكلم الله سبحانه موسى بكلام دون تكييف، ولا تحديد، ولا حرف، ولا صوت والذي عليه الراسخون في العلم، أن الكلام هو المعنى القائم في النفس، ويخلق الله لموسى إدراكًا من جهة السمع يتحصل به الكلام، وكما أن الله تعالى موجود لا كالموجودات معلوم لا كالمعلومات، فكذلك كلامه لا كالكلام (٥).

صفة العين:

قال عند قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} وقوله "بأعيننا" يمكن أن يريد بمرأى منا فيكون عبارة عن الإدراك والرعاية والحفظ، ويكون جمع الأعين للعظمة، لا للتكثير، كما قال عز من قائل {فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} (٦) والعقيدة أنه تعالى منزه عن الحواس والتشبيه، والتكييف لا رب غيره. ويحتمل قوله "بأعيننا" أي بملائكتنا الذين جعلناهم عيونًا على مواضع حفظك، ومعونتك فيكون الجمع على هذا التأويل للتكثير (٧).

صفة الوجه:

قال عند قوله تعالى: {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} ووجه الله معناه الذي وجهنا إليه، كما تقول: سارت في وجه كذا أي في جهة كذا، ويتجه في بعض المواضع من القرآن كهذه الآية أن يراد بالوجه التي فيها رضاه، وعليها ثوابه،


(١) سورة الحديد: الآية: ١٣.
(٢) تفسير الثعالبي: ١/ ٢٤.
(٣) تفسير الثعالبي: ٢/ ٢٣.
(٤) تفسير الثعالبي: ٢/ ٨٠.
(٥) تفسير الثعالبي: ١/ ٤٣٣.
(٦) سورة المرسلات، الآية: ٢٣.
(٧) تفسير الثعالبي: ٢/ ٢٠٤ - ٢٠٥.