للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كما تقول: تصدقت لوجه الله ويتجه في هذه الآية خاصة أن يراد بالوجه الجهة التي وجهنا إليها في القبلة (١).

وقال عند قوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} قالت فرقة: المعنى كل شيء هالك إلا هو سبحانه، قاله الطبري وجماعة منهم أبو المعالي رحمه الله، وقال الزجاج: إلا إياه (٢).

وقال عند قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧)} أي على الأرض فإن، والإشارة بالفناء إلى جميع الموجودات على وجه الأرض من حيوان وغيره. . والوجه عبارة عن الذات، لأن الجارحة منفية في حقه سبحانه.

قال الداودي: وعن ابن عباس ذو الجلال، قال: ذو العظمة والكبرياء (٣).

صفة الإتيان والمجيء:

قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}.

قال: أي ينتظرون، والمراد هؤلاء الذين يزلون، والظلل جمع ظلة وهي ما أظل من فوق، والمعنى يأتيهم حكم الله وأمره ونهيه وعقابه إياهم، وذهب ابن جريج وغيره إلى أن هذا التوعد هو مما يقع في الدنيا.

وقال قوم: بل هو توعد بيوم القيامة. وقال قوم: {إلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} وعيد بيوم القيامة (٤).

تفسير الكرسي:

قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} الآية قال ابن عباس: كرسيه علمه، ومنه الكراسة.

قال ابن عطية: والذي تقتضيه الأحاديث أن الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش، والعرش أعظم منه.

قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس".

وقال أبو ذر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت في فلاة من الأرض (٥).

صفه المحبة:

قال عند قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} قال ابن عطية: والمحبة إرادة يقترن بها إقبال من النفس وميل بالمعتقد، وقد تكون الإرادة المجردة فيما يكره المريد، والله تعالى يريد وقوع الكفر ولا يحبه، ومحبة العبد لله تعالى يلزم عنها -ولا بد- أن يطيعه، ومحبة الله تعالى أمارتها للمتأمل، أن يرى العبد مهديًا مسددا ذا قبول في الأرض، فلطف الله تعالى بالعبد ورحمته إياه هي ثمرة محبته، وبهذا النظر يفسر لفظ المحبة حيث وقعت من كتاب الله عز وجل (٦).


(١) تفسير الثعالبي: ١/ ١٠١.
(٢) نفس المصدر السابق: ٣/ ١٨٦.
(٣) نفس المصدر السابق: ٤/ ٢٤٢ - ٢٤٣.
(٤) تفسير الثعالبي: ١/ ١٦٢.
(٥) تفسير الثعالبي: ١/ ٢٠١.
(٦) تفسير الثعالبي: ١/ ٢٥٨ - ٢٥٩.