للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومفهومهما، ومن أحرصهم على محاربة البدع المستنكرة والأفكار المنحرفة التي تحول دون تقدم المسلمين ونهوضهم" أ. هـ.

* أعلام دمشق: "فقيه أصولي حنبلي أثري، عارف بالأدب والتاريخ .. فيه نزعة فلسفية، سلفي العقيدة حسن المحاضرة، كان كارهًا للمظاهر قانعًا بالكفاف متقشفًا في مسكنه وملبسه ومعيشته" أ. هـ.

* الأعلام الشرقية: "وكان سلفي العقيدة يحب التقشف، ويميل بطبعه للانفراد عن الناس والانزواء والبعد عن الأفراد" أ. هـ.

* قلت: ومن كتاب "علّامة الشام عبد القادر بدران" ننقل ما نصه:

عاش العلّامة ابن بدران في بيئة كانت فيها الصوفية منتشرة، والجهل فيها متفش، وقد قرأ على بعض الشيوخ الذي كان مسلكهم صوفيًا وقد صَرّح بفضل الله عليه وأنه اتبع منهج السّلف الذي هو أحكم وأعلم، وهو طريقة القرون المفضلة، ومنهاج الأئمة المصلحين.

يقول ابن بدران ذاكرًا فضل الله عليه في السّير على هذا النهج السّوي والطريق الأثري: " ... إنني لَمَّا منّ اللهُ عليَّ بطلب العلم، هجرت له الوطنَ والوَسَن، وكنتُ أبكر فيه بكورَ الغراب، وأطوف المعاهد لتحصيله، وأذهب فيه كلَّ مذهب، وأتَّبع فيه كلَّ شعب ولو كان عسرًا، أشْرِفُ على كلَّ يفاع، وآتي كلَّ غوْر، فتارة أطوِّحُ بنفسي فيما سلكه ابن سينا في "الشفا" و "الإشارات" وتارة أتلقف ما سبكه أبو نصر الفارابي من صناعة المنطق وتلك العبارات، وتارة أجول في مواقف "المقاصد" و "المواقف"، وأحيانًا أطلبُ "الهداية" ظنًّا مني أنها تهدي إلى رشد، فاضُمُّ إليها ما سلكه ابنُ رشد، ثم أردِّدُ في الطبيعي والإلهي نظرًا، وفي تشريح الأفلاك أتطلب خُبْرًا أو خَبَرًا، ثم أجولُ في ميادين العلوم مدةً كعدد السبع البقرات العجاف، فارتد إلى الطرفُ خاسئًا وهو حسير، ولم أحصل من معرفة الله جل جلاله إلا على أوهام وخطرات، ووساوس وإشكال، نشأ من البحث والتدقيق، فأدفعه بما أقنع نفسي بنفسي، فلما همتُ في تلك البيداء التي هي على حد قول أبي الطيِّب:

يَتَلَوّنُ الخِرِّيتُ من خوف التوى ... فِيها كَمَا تَتلَوّن الحِرْباءُ

ناداني منادي الهدى الحقيقي: هلُمَّ إلى الشَّرف والكمال، ودع نجاة ابن سينا الموهومة إلى النجاة الحقيقية، وما ذلك إلا بأن تكون على ما كان عليه السلف الكرام من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فإن الأمر ليس على ما تتوهم، وحقيقة الرَّبِّ لا يمكن أن يدركها المربوب، وما السلامة إلا بالتسليم، وكتاب الله حق، وليس بعد الحق إلا الضلال.

فهنالك هدأ روْعي، وجعلت عقيدتي كتاب الله، كل علم صفاته إليه بلا تجسيم ولا تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل، وانجلى ما كان على قلبي من رين أورثته قواعد أرسطو طاليس، وقلتُ: ما كان إلا من النظر في تلك الوساوس والبدع والدسائس، فمن أين لعباد الكواكب يرشدوننا إلى الصراط المستقيم وما كانوا مهتدين؟ ومن أين لأصحاب المقالات أن يعلموا حقيقة قيوم