فقال: الاستواء معقول وكيفيته مجهولة والسؤال عنها بدعة والإيمان به واجب، ومنهم من قال: أن استواءه على العرش فعل أحدثه في العرش سماه استواء كما أحدث في بيان قوم فعلًا سماه إتيانا ولم يكن ذلك نزولًا ولا حركة وهذا قول أبي الحسن الأشعري، ومنهم من قال: إن استواءه على العرش كونه فوق العرش بلا مماسة وهذا قول القلانسي وعبد الله بن سعيد ذكره في كتاب الصفات، والصحيح عندنا تأويل العرش في هذه الآية على معنى الملك كأنه أراد أن الملك ما استوى لأحد غيره" أ. هـ.
* قلت: ذكر الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود في كتابه القيم "موقف ابن تيمية من الأشاعرة" عبد القاهر البغدادي ضمن أهم أعلام الأشاعرة، قال عنه: "البغدادي أحد أعلام الأشاعرة في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس والبغدادي يميزه كتبه خاصة "أصول الدين" إنه ينقل أقوال أصحابه من الكلابية والأشعرية ويذكر الخلاف بينهم إن وجد، لذلك فقد يتبادر إلى الناظر أنه مقلد للأشاعرة وهذا الكلام فيه شيء من الحق لكن البغدادي له ترجيحات خاصة تعتبر بمثابة منعطف في تطور المذهب الأشعري.
والبغدادي لا يخالف من سبقه من الأشاعرة في مسائل العقيدة والكلام كما أنه يعتبر من نفاة العلو ومؤولة الاستواء، كما إن أبرز تطور جاء على يد البغدادي هو قوله في الصفات الخبرية، حيث إنه قال بتأويلها، وهو بهذا يكون قد سبق الجويني بهذا القول حيث اشتهر أنه أول من أوّل الصفات الخبرية.
ومن المعالم البارزة في منهج البغدادي، مما كان له أثر فيمن أتى بعده: صياغته لمذهب الأشاعرة على أنه مذهب أهل السنة والجماعة، حتى إنه كاد يستقر في أذهان كثير ممن ينتسب إلى الفقه والعلم أن أقوال الأشاعرة تمثل المذهب الصحيح الذي هو مذهب السلف" أ. هـ.
* معجم المفسرين: "فقيه، شافعي، أصولي، متكلم، مفسر، كان صدر الإسلام في عصره .. قال الصابوني: ومن خراب نيسابور اضطرار مثله إلى مفارقتها أ. هـ. وقال عبد الغافر الفارسي:"كان ذا مال وثروة أنفقه على العلم والبحث حتى افتقر" أ. هـ.
* من أقواله في كتاب (أصول مذهب الشيعة): "يقول: وأما أهل الأهواء من الجارودية والهشامية والجهمية والإمامية الذين أكفروا خيار الصحابة .. فإنا نكفرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا، ولا الصلاة خلفهم.
وقال: وتكفير هؤلاء واجب في إجازتهم على الله البداء، وقولهم بأنه قد يريد شيئًا ثم يبدو له، وقد زعموا أنه إذا أمر بشيء ثم نسخه، فإنما نسخه لأنه بدا له فيه .. وما رأينا ولا سمعنا بنوع من الكفر إلا وجدنا شعبة منه في مذهب الروافض" أ. هـ.
وفاته: سنة (٤٢٩ هـ) تسع وعشرين وأربعمائة.
من مصنفاته:"الناسخ والمنسوخ" و "تفسير القوآرن" و"الفرق بين الفِرَق" و "فضائح المعتزلة" و "نفي خلق القرآن" و "فضائح الكرَّامية".