الفضاء فالناس عند الخطيب يكونون يوم القيامة كالفراش المبثوث حقيقة فحين يخرجون من الأجداث يطيرون في خلة كما يطير الفراش المنطلق نحو النار ولكن إلى أين يطير هذا الفراش الآدمي؟ يا للعجب هكذا فراش آدمي فالفراش يطير نحو النار والضوء والناس يطيرون نحو النار التي سعرت وتأججت وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} إلى أن يقول الخطيب: "وأكاد أن أقول أن الناس سيكونون يوم القيامة على صورة الفراش حقيقة لا تشبيهًا وذلك لهذا التوافق العجيب الدقيق بين الصورتين صورة الفراش الحشري وصورة الفراش البشري في الملامح والألوان والظلال.
وهذا كلام خطير يتناقض مع النصوص التي تثبت حشر الأجساد، والخطيب في مذهبه هذا يغلق بابا واسعًا في القرآن الكريم وهو باب الكناية والحقيقة، أن هذا شبه شبهه الله فالناس يوم القيامة يكونون كالجراد المنتشر الذي يركب بعضه بعضًا ويكونون كالفراش المبثوث حين يموجون فزعين لا يهتدون أين يتوجهون.
موقف الخطيب من الإسراء والمعراج:
يرى الخطيب أن الإسراء كان بروح النبي - صلى الله عليه وسلم - وجسده معًا وهو بهذا يسير مع عقيدة أهل السنة والجماعة وما عليه جمهور المفسرين.
ويذهب إلى أن الإسراء لو كان بالروح فقط لما جاء التعبير القرآني بلفظ (أسرى) الذي يدل على ذاته على الستر والخفاء ولما جعل هذا الستر في مضمونه ستر آخر هو الليل كما يقول سبحانه {لَيلًا} وهو في هذا يسير مع الرأي الراجح والمعتمد وهو أن الإسراء كان بالروح والجسد معًا إذ لو كان الإسراء رؤيا منامية لما قوبل بالاستغراب والاستهجان ولو كان بالروح لما كان له كذلك مثل هذا الاستغراب.
ولكن الخطي أخطأ عندما قال إن الإسراء لم يكن معجزة وإنما هو رحلة روحي واستضافة من الله الرحمن الرحيم للنبي في رحاب ملكوته.
خامسًا: آية انشقاق القمر:
على عادة الخطيب في تفسير وهي إنكاره لبعض الأحاديث الصحيحة وردها فإنه ينكر آية انشقاق القمر في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - رغم أن هذه الأحاديث التي تثبت هذه المعجزة أو الآية قد رواها البخاري ومسلم في صحيحيهما، يقول القاضي عياض: وإن أكثر طرق هذه الأحاديث صحيحة والآية مصرحة ولا يلتفت إلى اعتراض مخذول بأنه لو كان هذا لم يخف على أهل الأرض إذ هو شيء ظاهر لجميعهم.
ويؤكد الخطيب رده لتلك الأحاديث بالطعن في سند تلك الأحاديث التي تؤيد هذه المعجزة، يقول الخطيب: "وكما لا نخالف ونحن نعتقد بصحة هذه الأحاديث فإنما نخالفها ونحن نشك في صحة السند، وإذا شككنا في صحة السند كان المتن مجرد قول يضاف إلى آخر راوٍ روي عنه ويخالف الخطيب هذا القول.
القول بانشقاق القمر في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأمور:
١ - لم يكن للرسول معجزة متحدية قائمة على الزمن إلا القرآن الكريم.