* قلت: مقدمة كتاب "الأنساب": في ذكر شيوخ السمعاني: "وفي ترجمة الكرجي من طبقات الشافعية ثناء عاطر من أبي سعد (كأنه في التحبير) على الكرجي، ومنه:"إمام عالم ورع عاقل فقيه مفت محدث شاعر أديب مجموع حسن أفنى طول عمره في جمع العلوم ونشرها"، وأن أبا سعد قال:"وله قصيدة بائية في السنة شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف تزيد على مائتي بيت قرأتها عليه في داره بالكرج".
وذكر ابن السبكي أبياتًا من القصيدة وفيها التصريح بالعلو الذاتي وغير ذلك وذم للأشعري فراح ابن السبكي يتشكك ويشكك، ويزعم أن ابن السمعاني أشعري؟
وأن ذلك يقتضي أحد أمور إما أن لا تكون تلك القصيدة هي التي عناها أبو سعد، وإما أن يكون الأبيات التي تخالف مذهب الأشعري وتذمه مدسوسة منها، وإما سقوط هذه الاحتمالات.
وإن أبا سعد سلفي العقيدة فإن شيوخه الذين يبالغ في الثناء عليهم سلفيون ولم أر في الأنساب ما هو بين في خلاف ذلك، وقد حاول ابن الجوزي الحنبلي في "المنتظم" أن يعيب زميله أبا سعد وجهد في ذلك، ولم يذكر ما يدل على أنه أشعري، نعم زعم أن أبا سعد "كان يتعصب على مذهب أحمد ويبالغ"، ومعنى هذا أنه شافعي، ولو أراد أنه أشعري لقال: كان يتعصب على أهل السنة، أوكان يتعصب لأهل البدع، أو نحو ذلك، ومع هذا حاول ابن الجوزي أن يقيم شهادة على دعواه فلم يصنع شيئًا ... ، نعم لم يكن أبو سعد يتصدى لعيب الأشعرية والطعن فيهم، بل إذا اتفق ذكر أحد منهم أثنى عليه بما فيه من المحاسن أو حكى ثناء غيره، وكذلك الحنفية الذين آذوا جده ابلغ أذية، تراه يسوق تراجمهم ويبالغ في الثناء عليهم، وقوله في بعضهم أنه كان يتعصب لمذهبه، حكاية للواقع ... " أ. هـ.
ثم قال المحقق: (وقال الذهبي في التذكرة: "الحافظ البارع العلامة .. وكان ذكيًا فهمًا سريع الكتابة مليحها، درس وأفتى ووعظ وأملى وكتب عمن دب ودرج، وكان ثقة حافظًا حجة واسع الرحلة عدلًا دينًا جميل السيرة حسن الصحبة كثير المحفوظ"، وقال في ترجمة ابن ناصر بعد أن ذكر تجني ابن الجوزي على زميله أبي سعد في قوله في شيخهما ابن ناصر: أنه كان يحب الطعن في الناس.
قال الذهبي (١) يخاطب ابن الجوزي: لا ريب أن ابن ناصر متعصب في الحط على بعض الشيوخ