للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والأبدال (١)، والغوث (٢)، وتفسير القرآن بما يوافق ذلك، فمثلًا يقول في قوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَال} [الكهف: ٤٧]: "كما تقتلع الأرض يوم القيامة بأوتادها، تسير اليوم بموت الأبدال الذين هم والقطب كجبال الأرض، إذ هم في الحقيقة أوتاد العالم.

٣ - إقراره لما يقع للمتصوفة في حال فنائهم بربهم إلى حد أن يقول أحدهم: أنه الحق أو سبحاني، يبرر ذلك.

٤ - قوله أن "هو" اسم موضوع للإشارة، وأنه عند الصوفية إخبار عن نهاية التحقيق، وينقل عن ابن فورك أنه قال: "هو: حرفان، هاء وواو، فالهاء تخرج من أقصي الحلق، وهو آخر المخارج، والواو تخرج من الفم، وهو أول المخارج، فكأنه يشير إلى ابتداء كل حادث منه وانتهاء كل حادث إليه" ويقول: إن أهل الإشارة يقولون: "إن الله كاشف الأسرار بقوله هو وكاشف القلوب بما عداه من الأسماء".

٥ - دعوته إلى أدب المريد مع الشيخ، وأنه يجب عليه أن يكون بره بشيخه أكثر من بره بوالديه، ويروي عن أبي عبد الرحمن السلمي يقول: "سمعت الأستاذ أبا سهل الصعلوكي يقول: من قال لأستاذ: لم، لا يفلح أبدًا".

٦ - ينصح المريدين بسلوك طريق الصوفية، ويفضلهم على أهل النقل والأثر وأرباب العقل والفكر، ويرى أن الصوفية أهل الوصال، والأنس أهل الاستدلال، ويرى ليس هناك عصر من العصور إلا وفيه شيخ من شيوخ هذه الطائفة، وأن علماء الوقت يخضعون له ويتبركون به، ويذكر قصة لأحمد بن حنبل والشافعي مع شيبان أحد الصوفية، ويرى على المريد إذا لم يجد من يتأدب معه في بلده أن يهاجر إلى من هو منصوب في وقته لإرشاد المريدين، ثم يقيم عليه ولا يبرح عن سدته -أي داره- إلى وقت أن يأذن له الشيخ، ثم يعقب القشيري بكلام خطير حيث يقول: "إن تقديم معرفة رب البيت -سبحانه- على زيارة البيت واجب، فلولا معرفة رب البيت ما وجبت زيارة البيت، وينعى على الشبان الذين يحجون من غير إشارة الشيوخ".

٧ - إباحته للسماع، وذكره للأدلة في ذلك، ومناقشته للمخالفين ثم يتم كلامه عن القشيري فيقول:

هذه مقتطفات من منهج وأصول القشيري أحد أعلام الأشاعرة، وهي تبين مدى صلته بالصوفية وتمكنه فيها حتى صار شيخًا فيها، ومدى ثقته بعقيدة الأشاعرة حتى نسب إلى شيوخ الصوفية أنهم لا يخالفونها، ولا شك أن القشيري يمثل مدرسة كان لها الأثر الكبير في عقائد ومنهج الأشاعرة أ. هـ.


(١) ويقال البدلاء، وهم مجموعة - اختلف الصوفية في عددهم - على قلب إبراهيم - عليه السلام -، إذا سافر احد منهم عن موضع ترك فيه جسدًا على صورته بحيث لا يعرف أحد أنه فقد، انظر: اصطلاحات الصوفية (ص: ٣٦)، والتعريفات للجرجاني (ص: ٢٤)، والصلة بين التصوف والتشيع (ص: ٤٥٨). هذه الهوامش من كتاب "موقف ابن تيمية من الأشاعرة".
(٢) الغوث -عند الصوفية- هو القطب حين يلتجأ إليه، ولا يسمي في غير ذلك الوقت غوثًا، اصطلاحات الصوفية (ص: ١٦٧)، والتعريفات (ص: ٨٧).