للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إخلاصه ما لم يؤثر من العبارات ويأمر بالإقرار والإمرار لما جاء في الكتاب والسُّنة من الصفات من غير تغيير ولا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تأويل ولا تعطيل" أ. هـ.

* الشذرات: "قال أبو العباس بن تيمية: ما دخل الشام بعد الأوزاعي أفقه من الشيخ الموفق رحمه الله.

وقال الضياء: كان -رحمه الله تعالى- إمامًا في القرآن، إمامًا في التفسير، إمامًا في علم الحديث ومشكلاته، إمامًا في الفقه، بل أوحد زمانه فيه، إمامًا في علم الخلاف، أوحد زمانه في الفرائض، إمامًا في أصول الفقه، إمامًا في النحو، إمامًا في الحساب، إمامًا في النجوم السيارة والمنازل.

وكان يفحم الخصوم بالحجج والبراهين، ولا يتحرج ولا ينزعج وخصمه يصيح ويحترق" أ. هـ.

* قلت: ومن رسالة الدكتوراة المسماة "ابن قدامة ومنهجه في الفقه" في رأي ابن قدامة في مسألة التأويل قال صاحب الرسالة في (ص ٢٠٠): "رأيه في التأويل: يذهب الموفق إلى عدم جواز التأويل للمعاني القرآنية، بل ويذم فاعله مستدلًا على صحة مذهبه بالآيات القرآنية وفهمه المتبادر منها.

يقول تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}. وقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} حيث فهم منها الشيخ أن كل تابع في الدنيا مع متبوعه في الآخرة، وسالك حيث سلك، موعودًا بما وعد به متبوعه، من خير أو شر، لأن الله عز وجل قال في مقابل ذلك: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} وقال أيضًا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} وقال: {فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (٩٧) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} فجعلهم أتباعًا له في الآخرة إلى النار".

وفي الصفحة (٢٠٢) في ردة على مثيري الشبهات حول موقف القائلين بذم التأويل من اتهامهم لهم بالتأويل -نقل قول ابن قدامة- فقال: "حيث يقول: "فإن قيل فقد تأولتم آيات وأخبار، فقلتم قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ} أي بالعلم، ونحو هذا من الآيات والأخبار، فيلزمكم ما لزمنا، قلنا: نحن لا نتأول شيئًا، وحمل هذه الألفاظ على هذه المعاني، ليس بتأويل، لأن التأويل صرف اللفظ عن ظاهره، وهذه المعاني هي الظاهر من هذه الألفاظ، بدليل أنه المتبادر إلى الأفهام منها، وظاهر اللفظ هو ما يسبق إلى الفهم منه، حقيقة كان أو مجازًا، ولذلك كان ظاهر الأسماء العرفية، المجاز، دون الحقيقة كاسم الرواية والظعينة وغيرهما من الأسماء العرفية، فإن ظاهر هذا المجاز دون الحقيقة، وصرفها إلى الحقيقة يكون تحويلًا يحتاج إلى دليل، وكذلك الألفاظ التي لها عرف شرعي، وحقيقة لغوية، كالوضوء والطهارة، والصلاة والصوم، والزكاة والحج، إنما ظاهرها العرف الشرعي دون الحقيقة اللغوية، وإذا تقرر هذا، فالمتبادر إلى الفهم من قولهم: "الله معك" أي بالحفظ والكلاءة، ولذلك قال الله تعالى فيما أخبر