من مشايخه: سمع من الملوي، والجوهري، والحفني وغيرهم.
كلام العلماء فيه:
• حلية البشر:"العلامة النحرير، والفهامة الشهير والأصولي الفقيه، والفاضل النبيه، شيخ الإسلام، وعمدة الأنام، نشأ في غاية الكمال واللطف، وأخذ الطريقة على الشيخ محمود الكردي" أ. هـ.
* قلت: عند مراجعة كتابه (شرح الحكم العطائية) وجدنا فيه كثير من الأمور والأحوال الصوفية بل فيه كثير من تأويلات الأشعرية فانظر إليه مثلًا وهو يؤول الاستواء بالاستيلاء ويؤول الرحمة بالإحسان. . الخ حيث قال في صفحة (١١): "والإخلاص يختلف باختلاف الناس فإِخلاص العباد سلامة أعمالهم من الرياء الجلي والخفي وكل ما فيه حظ للنفس فلا يعملون العمل إلا لله تعالى طلبًا للثواب وهربًا من العقاب مع نسبة العمل إليهم والاعتماد عليه في تحصيل ما ذكر وإخلاص المحبين هو العمل لله إجلالًا وتعظيمًا لأنه تعالى أهل لذلك لا لقصد ثواب ولا هرب من عقاب ولذا قالت رابعة العدوية ما عبدتك خوفًا من نارك ولا طمعًا في جنتك فنسبت العبادة إليها وإخلاص العارفين شهودهم انفراد الحق بتحريكهم وتسكينهم من غير أن يروا لأنفسهم في ذلك حولًا ولا قوّة فلا يعملون العمل إلا بالله لا بحولهم ولا قوتهم وهذا أرفع مما قبله.
وقال في ص (٢٠): " (كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر قبل وجود كل شيء) لتحقق هذا الاسم له أزلا وابدأ فظهوره تعالى ذاتي له غير مكتسب ولا مستفاد ولا معلول وظهور الأكوان ناشئ من تجليه عليها بصفة الظهور فكيف تكون حاجبة له (كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أظهر من كل شيء) لأن الوجود أظهر من العدم على كل حال ولأن الظهور الذاتي أقوى من العرضي والظهور المطلق أقوى من المقيد والدائم أقوى من المنصرم وإنما لم يدرك للعقول مع شدة ظهوره لأن شدة الظهور لا يطيقها الضعفاء كالخفاش يبصر بالليل دون النهار لا لخفاء النهار واستنارته بل لشدة ظهوره فإن بصر الخفاش ضعيف يبهره نور الشمس إذا أشرقت فيكون شدة ظهور النهار مع ضعف بصره سببًا لامتناع إبصاره فلا يرى شيئًا إلا إذا امتزج الظلام بالضوء وضعف ظهوره فكذلك العقول ضعيفة وجمال الحضرة الإلهية في غاية الإشراق والاستنارة فصارت شدة ظهوره سببًا لخفائه (كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الواحد الذي ليس معه شيء) إذ كل شيء سواء عدم لا وجود له على التحقيق فليس ثم شيء سواه عدم لا وجود له على التحقيق فليس ثم شيء يحجبه إذ الوجود الحقيقي كله له ولا شيء منه لغيره (كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أقرب إليك من كل شيء) لثبوت إحاطته بك وقيوميته عليك قال تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}. فهو قريب لنا بذاته عند أهل الشهود وأما أهل الحجاب فيقولون هو قريب بعلمه وقدرته وإرادته إلى غير ذلك (كيف يتصور أن يحجبه