للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أبي داود الحائية في عقيدة أهل الآثار السلفية" (هامش ص ٩٨): "أما ما يتعلق بعقدته فإنه رحمه الله كان على مذهب السلف من الإيمان بالله وبأسمائه وإثبات صفاته على الوجه اللائق بالله كما قال تعالى {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

ولعل قصيدته في العقيدة وهي التي شرحها العلامة السفاريني في كتابه هذا خير دليل على ذلك.

فقد جاء عنه أنه قال بعد أن ذكرها:

(هذا قولي وقول أبي وقول أحمد بن حنبل رحمه الله وقول من أدركنا من أهل العلم وقول من لم ندرك من أهل العلم ممن بلغنا قوله فمن قال على غير هذا قد كذب).

وأما ما قيل فيه من الجرح فسأذكر ما قيل فيه ثم أذكر الجواب عنه فأقول: جاء في ترجمته أنه تكلم فيه أبوه فقال: إبني عبد الله كذاب، وكذا قال إبراهيم بن أورمة الأصبهاني وكان ابن صاعد يقول كفانا ما قاله أبوه فيه. الكامل لابن عدي (٤/ ١٥٧٧).

وقال أبو القاسم البغوي -وقد كتب إليه عبد الله يسأله عن لفظ حديث-. . أنت عندي والله منسلخ من العلم. سير أعلام النبلاء (١٣/ ٢٢٨).

وكذا قال ابن جرير: حينما أخبر أن ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي - رضي الله عنه - فقال: تكبيرة حارس، يعني أنه قاله خوفًا.

وقال ابن عدي: كان في الابتداء نسب إلى شيء من النصب فنفاه ابن الفرات من بغداد فرده على بن عيسى الوزير فحدث وأظهر فضائل علي - رضي الله عنه - ثم تحنبل فصار شيخًا فيهم. الكامل (٤/ ١٥٧٧).

هذا ملخص الكلام حول عبد الله وفي الجواب عنه نقول:

أما تهمة النصب ببغض علي - رضي الله عنه - فلم يثبت عنه شيء في ذلك بل ثبت عنه أنه قال: "كل من بيني وبينه شيء ويذكرني بشيء فهو في حل إلا من رماني ببغض علي بن أبي طالب" وكذا قال الذهبي رحمه الله: لم يثبت عنه شيء في ذلك. سير أعلام النبلاء (١٣/ ٢٢٩).

أما جرح أبيه فقال: الذهبي: "لعل قول أبيه فيه - إن صح- أراد الكذب في لهجته لا في الحديث، فإنه حجة فيما ينقله، وكان يكذب ويوري في كلامه، ومن زعم أنه لا يكذب أبدًا فهو أرعن نسأل السلامة من عثرة الشباب، ثم إنه شاخ وارعوى ولزم الصدق والتقى. سير أعلام النبلاء (١٣/ ٢٣١).

وقال أيضًا في تذكرة الحفاظ: "أما قول أبيه فالظاهر أنه -إن صح- عنه فقد عنى أنه كذاب في كلامه لا في الحديث النبوي وكأنه قال هذا وعبد الله شاب طري ثم كبر وساد". تذكرة الحفاظ (٢/ ٧٧٢).

وقال ابن عدي: "وأبو بكر بن أبي داود لولا شرطنا أول الكتاب أن كل من تكلم عنه متكلم ذكرته في كتابي وإلا لما ذكرته. . إلى أن قال: وهو معروف بالطلب وعامة ما كتب مع أبيه وهو مقبول عند أصحاب الحديث، وأما كلام أبيه فما أدري أيش تبين له منه". الكامل (٤/ ١٥٧٧).

قلت: لعل الخلاف الذي وقع بين أبي داود