للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فلماذا لا تثبت صفة الرحمة لله تعالى على ما يليق به؟

صفه الغضب:

قال عند قوله تعالى: {غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.

والغضب: ثوران النفس لإرادة الإنتقام فإذا أسند إلى الله تعالى أريد به المنتهى والغاية على ما مر (١).

التعليق:

والصواب إثبات صفة الغضب على ما يليق به تعالى وطرح التأويل المذموم الممقوت الذي سيسأل الله عنه أصحابه.

صفة الإستواء:

قال عند قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}.

{اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}: استوى أمره واستولى، وعند أصحابنا أن الإستواء على العرش صفة لله بلا كيف والمعنى: أن الله تعالى استواء على العرش على الوجه الذي عناه منزهًا عن الاستقرار والتمكن (٢).

صفه الاستهزاء:

قال عند قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} الآية. يجازيهم على استهزائهم، سمي جزاء الاستهزاء باسمه كما سمي جزاء السيئة سيئة، إما لمقابلة اللفظ باللفظ أو لكونه مماثلًا له في القدر أو يرجع وبال الاستهزاء عليهم فيكون كالمستهزئ بهم أو ينزل بهم الحقارة أو الهوان الذي هو لازم الإستهزاء والغرض منه، أو يعاملهم معاملة المستهزئ أما في الدّنْيا فبإجراء أحكام المسلمين عليهم واستدارجهم بالأمهال والزيادة في النقمة على التمادي في الطغيان وأما في الآخرة فبأن يفتح لهم وهم في النار بابا إلى الجنة فيسرعون نحوه فإذا صاروا إليه سد عليهم الباب وذلك قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} وإنما استؤنف به ولم يعطف ليدل على أن الله تعالى تولى مجازاتهم ولم يحوج المؤمنين إلى أن يعارضوهم وأن استهزاءهم لا يؤبه به في مقابلة ما يفعل الله بهم، ولعله لم يقل الله مستهزئ بهم ليطابق قولهم إيماء بأن الإستهزاء يحدث حالًا فحالًا ويتجدد حينًا بعد حين، وهكذا كانت نكاية الله فيهم كما قال: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَينِ} (٣).

التعليق:

والصواب إثبات استهزاء ومكر وخداع لله على ما يليق به فهذه الصفات منه عدل.

صفة الحياء:

وقال عند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}.

والحياء انقباض النفس عن القبيح مخافة الذم وهو الوسط بين الوقاحة التي هي الجرأة على القبائح وعدم المبالاة بها والخجل الذي هو انحصار النفس عن الفعل مطلقًا واشتقاقه من


(١) تفسير البيضاوي: (٥).
(٢) تفسير البيضاوي: (٢ - ٨).
(٣) نفس المصدر (١٣).