للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

جائزة في الجملة لأن طلب المستحيل من الأنبياء محال وخصوصًا ما يقتضي الجهل بالله ولذلك رده بقوله تعالى: {لَنْ تَرَانِي} دون لن أرى ولن أريك أو لن تنظر إليّ تنبيهًا على أنه قاصر عن رؤيته لتوقفها على معد في الرائي ولم يوجد فيه بعد وجعل السؤال لتبكيت قومه الذين قالوا: {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} خطأ إذ لو كانت الرؤية ممتنعة لوجب أن يجعلهم ويزيح شبههم كما فعل بهم حين قالوا: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا} {وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ} كما قال لأخيه: {وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} والاستدلال بالجواب على استحالتها أشد خطأ إذ لا يدل الأخبار عن عدم رؤيته إياه على ألا يراه أبدًا وألا يراه غيره أصلًا فضلًا عن أن يدل على استحالتها ودعوى الضرورة فيه مكابرة أو جهالة بحقيقة الرؤية (١).

صفة العين:

وقال عند قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} ملتبسًا بأعيننا عبر بكثرة آلة الحس الذي يحفظ به الشيء ويراعي عن الاختلال والزيغ عن المبالغة في الحفظ والرعاية على طريقة التمثيل (٢).

التعليق:

وهذا هو التأويل الذي ذهبت به صفات الباري وأرجعها أصحاب طاغوت التأويل مجرد تمثيل.

والصواب: إثبات صفة العين تعالى على ما يليق به.

صفة المعية:

وقال عند قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ}؟ .

وهو معكم أينما كنتم، لا ينفك علمه، وقدرته عنكم بحال (٣) " أ. هـ.

• موقف ابن تيمية من الأشاعرة (٢/ ٦٨٧): "والذي يعنينا هنا كتابه الأخير الذي قال فيه السبكي: أما الطوالع -أي طوالع الأنوار في علم الكلام- فهو عندي أجل مختصر ألف في علم الكلام. أ. هـ. كلام السبكي".

وقال: "الطوالع يعتبر من كتب الأشاعرة التي نهجها متأخر والأشعرية في الإعتماد على المقدمات الطويلة ثم ذكر ما يتعلق بالإلهيات، وقد استغرقت الإلهيات عند البيضاوي ما يقارب ثلث الكتاب فقط، والباقي في المقدمات العقلية والطبيعية وما شابهها، وليس هناك جديد فيما عرضه في مسائل الإلهيات سوى أنه قال في مسألة كلام الله (والأطناب في ذلك قليل الجدوى) وكأنه ضاق بتناقضات من سبقه في ذلك" أ. هـ.

وفاته: سنة (٦٨٥ هـ) خمس وثمانين وستمائة.

من مصنفاته: "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" يعرف بتفسير البيضاوي، و"طالع الأنوار" في التوحيد، و"منهاج الوصول إلى علم الأصول" وغير ذلك.


(١) تفسير البيضاوي: ٢٢١.
(٢) تفسير البيضاوي: ٢٩٦.
(٣) تفسير البيضاوي: ٧١٤.