القرآن، وأن الله لا يرى بالأبصار وأن أفعال الشر أنا أفعلها، وأنا تائب معتقد الرد على المعتزلة مبين لفضائحهم ... وقال أبو الحسن علي بن محمّد بن يزيد الحلبي: سمعت أبا بكر الصيرفي يقول: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم" أ. هـ.
• السير: "العلامة إمام المتكلمين ... كان عجبًا في الذكاء وقوة الفهم، ولما برع في معرفة الاعتزال كرهه وتبرأ منه، وصعد للناس فتاب إلى الله تعالى منه، ثم أخذ يرد على المعتزلة ويهتك عِوَارَهم ... قلت -أي الذهبي- رأيت لأبي الحسن أربعة تواليف في الأصول يذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات، وقال فيها تمر كما جاءت، ثم قال: وبذلك أقول وبه أدين، ولا تؤول ... ولأبي الحسن ذكاء مفرط وتبحر في العلم، وله أشياء حسنة وتصانيف جمة تقضي له بسعة العلم ... رأيت -أي الذهبي- للأشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي، سمعت أبا حازم العَبْدَوي، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قَرُبَ حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد، دعاني فأتيته، فقال: اشهد عليَّ أني لا أكفر أحدًا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات قلت -أي الذهبي- وبنحو هذا أدين، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول، أنا لا أكفر أحدًا من الأمة، ويقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم" أ. هـ.
• المنتظم:"تشاغل بالكلام، وكان على مذهب المعتزلة زمانًا طويلًا حتى عنَّ له مخالفتهم وأظهر مقالة خبطت عقائد الناس وأوجبت الفتن المتصلة، وكان الناس لا يختلفون في أن هذا المسموع كلام الله وأنه نزل به جبريل على محمّد - صلى الله عليه وسلم - فالأئمة المعتمد عليهم قالوا هو مخلوق، فوافق الأشعري المعتزلة في أن هذا مخلوق، وقال: ليس هذا كلام الله، إنما كلام الله صفة قائمة بذاته، فأنزل ولا هو مما يسمع. وما زال منذ أظهر هذا خائفًا على نفسه لخلافه أهل السنة حتى استجار بدار أبي الحسن التميمي خدرًا من القتل ثم تبع أقوام السلاطين مذهبه فتعصبوا له وكثر أتباعه حتى تركت الشافعية معتقد الشافعي - رضي الله عنه - ودانوا بقول الأشعري" أ. هـ.
• الشذرات:"قلت -أي ابن العماد- ومما بيض به وجوه أهل السنة النبوية وسوّد به رايات أهل الاعتزال والجهمية، فأبان به وجه الحق الأبلج ولصدور أهل الإيمان والفرقان أثلج، مناظرته مع شيخه الجبّائي، التي بها قصم ظهر كل مبتدع ومرائي" أ. هـ.
• طبقات الشافعية للسبكي:"شيخ طريقة أهل السنة والجماعة، وإمام المتكلمين، وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين، والساعي إلى حفظ عقائد المسلمين، سعيًا يبقى أثره إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين" أ. هـ.
• قلت: قد بالغ السبكي كثيرًا في أثناء ترجمته لأبي الحسن الأشعري ولا عجب في ذلك فهو أشعري من رأسه حتى أخمص قدميه، وفي نفس الوقت بالغ كثيرًا في التنقص من الإمام الذهبي واتهمه بتعصبه لمذهبه الاعتقادي، ولا أدري من