للخوافي، والجريان للغزالي، والبيان للكيا" أ. هـ.
* طبقات الشافعية للسبكي: "ومن غريب ما اتفق له أنه أشيع أن إلكيا باطني يرى رأي الإسماعيلية. فنمت له فتنة هائلة وهو بريء من ذلك، ولكن وقع الإشتباه على الناقل فإن صاحب الألموت بن الصباح الباطني الاسماعيلي كان يلقب بالكيا أيضًا ثم ظهر الأمر وفرجت كربة شمس الإسلام رحمه الله وعلم أنه أتى من توافق اللقبين" أ. هـ.
* الشذرات: "وسئل إليها عن يزيد بن مُعَاوية فقال: إنه لم يكن من الصحابة لأنه ولد في أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وأما قول السلف ففيه لأحمد تلويح وتصريح ولمالك قولان تلويح وتصريح ولأبي حنيفة قولان تلويح وتصريح، ولنا قول واحد تصريح بدون تلويح، وكيف لا يكون كذلك وهو اللاعب بالنرد والمتصيد بالفهود ومدمن الخمر، وشعره في الخمر معلوم ومنه قوله:
أقول لصحب ضمت الكأس شملهم ... وداعي صبابات الهوى يترنَّمُ
خذوا بنصيب من نعيم ولذة ... وكلٌّ وإن طال المدى يتصرم
وكتب فصلًا طويلًا ثم قلب الورقة وكتب: لو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي هذا الرجل.
وقد أفتى الإمام أَبو حامد الغزالي في مثل هذه المسألة بخلاف ذلك" أ. هـ.
* قلت: ومن كتابه "أحكام القرآن" قال في قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا}: "هو مجاز في حق الله تعالى، فإن الخديعة أخفاء الشيء، ولا يخفى على الله شيء"، وذلك من التأويل، والآتي يوضح منهجه وعقيدته، وبالله التوفيق.
قال زهدي محمّد مطر أَبو نعمة صاحب الرسالة الجامعية بعنوان "الهراسي ومنهجه في التفسير من خلال كتابه (أحكام القرآن") (ص ٣٤): (لا شك أن لعقيدة المسلم أهميتها وخطورتها في سلوكه وخلقه وثقافته وفكره وسائر نشاطاته العلمية، فإذا كان المسلم عالمًا أو إمامًا من الأئمة فالأمر أكثر أهمية وأشدُّ خطورة وذلك لأن أثر عقيدته يمتد ليصل إلى تلاميذه وكتبه ومؤلفاته التي يتلقاها طلبة العلم فيتأثرون به ويسلكون طريقة وينهجون منهجه.
فإن سلم العالم من الفساد في العقيدة والإنحراف في السلوك، كان داعيًا إلى الخير والصراط المستقيم، وإلا لحق الضرر والضلال به باتباعه. وقد قدّر الله للإمام الهراسي الاستقامة والسلامة في العقيدة من الانحراف فقد ذكرت كتب التراجم أنه كان على مذهب أهل السنة والجماعة على طريقة الإمام أبي الحسن الأشعري -رحمه الله- فقد ذكر ابن تغري "أنه درَّس بالنظامية ووعظ وذكر مذهب الأشعري" كما أنّ ابن عساكر قد عده من أعيان الأشاعرة وجعله من الطبقة الخامسة منهم.
ويمكننا القول: إن الإمام الهراسي -رحمه الله- كان يدافع عن عقيدة أهل السنة والجماعة، شأنه في ذلك شأن أساتذة المدارس النظامية والوعاظ الذين كانوا ينتصرون لمذهب الأشعري