من تلامذته: ابن بشكوال، وأبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن مضاء اللخمي وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• وفيات الأعيان:"كان إمام وقته في الحديث وعلومه والنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم وصنف التصانيف المفيدة ... وذكره العماد في الخريدة فقال: كبير الشأن غزير البيان .. " أ. هـ.
• السير:"الإمام العلامة الحافظ الأوحد شيخ الإسلام .. وقال: استبحر من العلوم وجمع وألف وسارت بتصانيفه الركبان واشتهر اسمه في الآفاق ... قال الفقيه محمّد بن حمادة السبتي: جلس القاضي للمناظرة وله نحو من ثمان وعشرين سنة، وولي القضاء وله خمس وثلاثون سنة، كان هينًا من غير ضعف، صليبًا في الحق ... إلى أن قال: وحاز من الرئاسة في بلده والرفعة ما يصل إليه أحد قط من أهل بلده، وما زاده ذلك إلا تواضعًا وخشية لله تعالى.
قلت: تواليفه نفيسة، وأجلها وأشرفها كتاب "الشفا" لولا ما قد حشاه بالأحاديث المفتعلة، عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق، والله يثيبه على حسن قصده، وينفع بـ"شفائه" وقد فعل، وكذا فيه من التأويلات البعيدة ألوان. ونبينا - صلى الله عليه وسلم - غني بمدح التنزيل عن الأحاديث، وبما تواتر من الأخبار عن الآحاد، وبالآحاد النظيفة الأسانيد عن الواهيات، فلماذا يا قوم نتشبع بالموضوعات، فيتطرق إلينا مقال ذوي الغل والحسد، ولكن من لا يعلم معذور، فعليك يا أخي بكتاب "دلائل النبوة" للبيهقي، فإنه شفاء لما في الصدور وهدى ونور" أ. هـ.
• البداية:"أحد مشايخ العلماء المالكية ... وكان إمامًا في علوم كثيرة، كالفقه واللغة والحديث والأدب وأيام الناس" أ. هـ.
• مفتاح السعادة:"كان ثقة زاهدًا عابدًا، متصلبًا في الدين، قوي العقيدة، بعيدًا عن البدع" أ. هـ.
• الديباج:"الإمام العلامة .. كان إمام وقته في الحديث وعلومه، عالمًا بالتفسير وجميع علومه فقيهًا أصوليا، عالمًا بالنحو، واللغة، وكلام العرب وأيامهم، وأنسابهم" أ. هـ.
• الشذرات:"وكان إمام وقته في علوم شتى مفرطًا في الذكاء.
وبالجملة فإنه كان عديم النظير حسنة من حسنات الأيام، شديد التعصب للسنة والتمسك بها، حتى أمر بإحراق كتب الغزالي لأمر توههمه منها" أ. هـ.
• قلت: ومن مقدمة "ترتيب المدارك" بقلم أحمد بكير قال (١/ ٢٠): "وقال ابن الأبار في معجم أصحاب الصدفي: وكان لا يدرك شأوه ولا يبلغ مداه في العناية بصناعة الحديث وتقييد الآثار وخدمة العلم مع حسن التفنن والتصرف الكامل في فهم معانيه إلى اضطلاعه بالأدب وتحققه بالنظم والنثر ومهارته بالفقه، وبالجملة فكان جمال العصر ومعجز الأفق وينبوع المعرفة ومعدن الافادة، وإذا عدت رجالات المغرب فضلًا عن الأندلس حسن فيهم صدرًا".