خلال البحث:
أولًا: الملاحظات: وهي مرتبة حسب ترتيب الرسالة.
وبعد أن انتقده حديثيًا على مسألتين حديثيتين انتقل إلى النقطة الثالثة:
٣ - قول ابن الوزير أيضًا في أبيات من (الإجادة) له في مطلعها:
لي في القديم مقال غير مبتكر ..
وهذا لا يتفق وما ذكره في كتابه (إيثار الحق على الخلق) أثناء كلامه على الأسماء الحسنى، بأن ما كان في الحديث وجب الإيمان به على من عرف صحته، وما نزل عن هذه المرتبة، أوكان مختلفًا في صحته لم يصح استعماله، وفي ثبوت هذا الاسم خلاف كما بينته في (الأسماء والصفات) بل حققت الكلام فيه ولله الحمد والمنة.
٤ - قول ابن الوزير أيضًا في مبحث (الأسماء والصفات) في أبيات يرد بها على اللائمين باتباع السنة ومحبته للحديث من تلك الأبيات:
وحق حبي له أني به كلف ... يكفيني الطبع فيه عن تكلفه
وهذا يتنافى مع توحيد الألوهية للتدليل والتعليل الذي أشرت إليه هناك.
٥ - إسناد ابن الوزير (حادي الأرواح) أحيانًا إلى شيخ الإسلام ابن تيمية (٧٢٨ هـ) وأحيانًا إلى تلميذه ابن القيم (٧٥١ هـ)، وعلى هذا الوهم ترتب الوهم الآتي.
٦ - إسناده وغيره القول بفناء النار إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد سبق تحقيق ذلك في فصل (الغيبيات) وستأتي الإشارة إلى ذلك في النتائج الآتية.
وابن الوزير معذور في هذا كله، لأنه كثيرًا ما يكتب من حفظه، وهو في رؤوس الجبال، وبطون الأودية للظروف القاسية التي عاناها من خصومه كما سبق مقررًا ومكررًا في (حياته العلمية) و (في مميزاته الفكرية) وغير ذلك.
ثانيًا: النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث، وهي:
١ - إن ابن الوزير -رحمه الله- يتصل نسبه إلى ريحانه الرسول عليه الصلاة والسلام - الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم أجمعين، وكفى بذلك شرفًا، كيف لا وهو من أغصان تلك الدرجة المتصلة بالني عليه الصلاة والسلام وأنه نشأ في أسرته آل الوزير، المشهورة بالعلم، والجاه والحسب والنسب.
٢ - لم يزل ابن الوزير منذ عرف شماله من يمينه مشمرًا في طلب العلم، وبنانه للطائف المعارف قواطف، ينتقل بين أيدي الشيوخ من درجة إلى درجة، حتى بلغ درجة الاجتهاد.
٣ - قضى معظم شبابه في البحث عن العلوم العقلية الجدلية، ولما علم أنها لا توصل إلى المطلوب رجع إلى علوم الكتاب والسنة، فوجد في ذلك الغناء والهدى والنور، وما يثلج الصدور، فأناخ وألقى رحله، واستقر به المقام في تلك الرياض النضرة، فاقتطف من شتى ثمارها الحلوة الدانية، وارتوى من أنهارها العذبة الصافية فطاب له المقام، وحق له أن يطيب، وما