رجال هذه المدرسة إلا فيما كان من شدته في إنكار المنكرات، وأنه لم يكن يخشى في ذلك أحدًا من ذوي السلطان في عصره" أ. هـ.
* قلت: ذكر البركوي في كتابه المسمى (الطريقة المحمدية والسيرة الأحمدية) ما يدل على أنه أشعري المعتقد، فهو ينص على أن لله تعالى صفات قديمة قائمة بذاته تعالى هي: الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والتكوين والكلام فقط على ما رأى الأشاعرة. كما أنه يرى أن الإيمان تصديق بالقلب وقول باللسان أما الأعمال فهي خارجة عن حقيقة الإيمان فلا يزيد ولا ينقص. وهو بهذا يقول بالإرجاء. كما أنه يعتقد أن كرامات الأولياء حق من قطع المسافة البعيدة في المدة القليلة وظهور الطعام والشراب واللباس عند الحاجة والطيران في الهواء والمشي على الماء وكلام الجمادات والعجماء وغير ذلك ويكون ذلك لرسولها معجزة ولا يبلغ درجة النبي ولا إلى حيث يسقط عنه الأمر والنهي ... ولكنه في الوقت ذاته ينكر على الصوفية إذا أنكر عليهم أحد بعض أمورهم المخالف للشرع الشريف فيقولون إن حرمة ذلك في العلم الظاهر وأنا أصحاب العلم الباطن وأنه حلال فيه .. الخ وإليك عزيزى القارئ نص كلامه:
(الفصل الأول) في تصحيح الاعتقاد وتطبيقه المذهب أهل السنة والجماعة وجملته أن الله تعالى واحد لا يشبهه شيء ليس بحسم ولا عرض ولا جوهر ولا مصور ولا متناه ولا متحيز ولا يطعم ولا يشرب لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد ولا يتمكن بمكان ولا يجري عليه زمان وليس له جهة من الجهات الست ولا هو في جهة منها ولا يجب عليه شيء ولا يحل فيه حادث حكيم لا يفعل شيئًا إلا بحكمة فائدة فعال لما يشاء بلا إنجاب منزه عن صفات النقصان كلها متصف بصفات الكمال كلها وليس له كمال متوقع قديم أزلي أبدي له صفات قديمة قائمة بذاته تعالى لا هو ولا غيره هي الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والتكوين والكلام الذي ليس من جنس الحروف والأصوات والقرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ورؤية الله تعالى بالأبصار جائزة في العقل واجبة بالنقل في الدار الآخرة فيرى لا في مكان ولا على جهة من مقابلة واتصال شعاع وثبوت مسافة والعالم بجميع أجزائه وصفاته ولو أفعال العباد خيرها وشرها حادث بخلق الله تعالى لا خالق غيره وتقديره وعلمه وإرادته وقضائه وللعباد اختيارات لأفعالهم بها يثابون وعليها يعاقبون والحسن منها برضاء الله تعالى ومحبته والقبيح منها ليس بهما والثواب فضل من الله تعالى والعقاب عدل من غير إيجاب لا وجوب عليه ولا استحقاق من العبد والاستطاعة مع الفعل وتطلق على سلامة الأسباب والآلات وصحة التكليف تعتمد عليها ولا يكلف العبد بما ليس في وسعه والمقتول ميت بأجله والأجل واحد والحرام رزق وكل يستوفي رزق نفسه لا يكل رزق غيره ولا غيره رزقه وعذاب القبر للكافرين ولبعض عصاة المؤمنين وتنعيم أهل الطاعة فيه بما يعلمه الله ويريده وسؤال منكر ونكير والبعث والوزن والكتاب والسؤال والحوض والصراط وشفاعة الرسل والأخيار لأهل الكبائر وغيرهم والجنة والنار الموجودتان الآن الباقيتان لا تفنيان ولا أهلهما والمعراج