أَبو علي الحسن بن رشيق في كتاب "الأنموذج": إن القزاز المذكور نضج المتقدمين وقطع ألسنة المتأخرين وكان مهيبًا عند الملوك والعلماء انتهى" أ. هـ.
* الوافي: "شيخ اللغة بالمغرب ... كان لغويًّا نحويًّا بارعًا مهيبًا عند الملوك .. " أ. هـ.
* المقفى: "أحد فضلاء المصريين وعلمائهم باللغة .. " أ. هـ.
* الأعلام: "أديب عالم باللغة، من أهل القيروان خدم العزيز بالله الفاطمي (صاحب مصر) وصنف له كتبًا .. " أ. هـ.
* أعيان الشيعة: "ذكره السيوطي في البغية وترجمه في نسمة السحر ... قال في نسمة السحر وهو من الكتب المشهورة ونص على أنه إمامي .. " أ. هـ.
قال المنجي الكعبي في كتابه القزاز القيرواني وتحت عنوان صفاته أخلاقه وعقيدته (٣٥): "لقد كانت في القيروان في هذا العصر مذاهب اعتقادية عديدة أهمها الشيعة والسنة والخوارج، كان كانت الشيعة مذهبًا طارئًا على إفريقية وفرضته السياسة فرضًا منذ منتصف القرن الثالث. أما المذهب السائر قبل ذلك فهو مذهب السنة، ولم يختف حتى بظهور الشيعة وإن كانت الجماهير والعامة انطوت عليه انطواء خشية من الفاطميين الحاكمين. وأمر الخوارج في أفريقية غريب في ظهوره واشتداد شوكته، فهم أيضًا طرأوا على المغرب هاربين بمذهبهم من بطش بني أمية والعباسيين ثم لم يلبثوا أن استقر بهم الأمر هنا وأقاموا دويلات بين البربر واستهوت مبادئهم ناسًا غير قليلين، وبالتالي تأصل مذهبهم في التربة الإفريقية. لكن أمرهم لم يعظم - أو بتعبير أصح - لم يظهره خطره إلا حين اصطدامهم بالفاطميين الشيعة القادمين من المشرق، ويمكن القول بصفة عامة إن الصبغة الاعتقادية الغالبة ولو ظاهرًا على القيروان حيث عاش القزَّاز - كانت مذهب الشيعة. فنحن نريد أن نبحث الآن انتماء القزّاز أو عدم انتمائه إلى أحد هذه المذاهب وأثر ذلك في تفكيره أو إنتاجه ومواقفه الاجتماعية.
الواقع أننا نفتقد هذه النقطة من المصادر التاريخية المعروفة لدينا اليوم. ومن الاعتساف الأخذ بالظن في هذه المسألة والحكم من مجرد ما عرف عنه من خدمته للعزير أو المعز بأنه كان شيعيًا إسماعيليًا مثلهما أو أنَّه كان يحطب في حبلهما دون التزام بمذهب ما أو مع إخفاء سنيته. والأمران جائزان هنا، غير أننا عندما لا نغفل ملامح شخصيته ومقوماتها التي تحدثنا عنها يصعب علينا أن نذهب إلى شيعيته أو ملقه للشيعة بدون أن يتعذر ذلك علينا من بعض الوجوه كتلك الأوصاف البارزة التي كان يمتاز بها وهي هيبة السلطان منه واحترام العامة له. إننا نلاحظ قبل كل شيء أن هذه الهيبة وهذا الاحترام لا يحظى بهما الإنسان المتملق المنافق، وإنما هما من حظوة الشخص ذي المبدأ الواضح في تصرفاته ومواقفه. بقي أن ننظر ما إذا كان القزّاز في صف الشيعة أو أهل السنة. ولنذكر هنا أنه حتى لما كان المذهب الشيعي سائدًا على القيروان فإنه لم يستطع أن يبدل أهلها عقيدتهم السنية لأنها كانت عقيدة تأصلت فيهم منذ الفتح