للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كلام العلماء فيه:

* الأعلام: "مدرس مصري، من أعضاء المجمع اللغوي بالقاهرة، ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر" أ. هـ.

* قلت: قال في تعليقه على ابن هشام في "أوضح المسالك" (٣/ ١٦٨): بعد أن قال ابن هشام في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} أي أمر ربك- وهذا مذهب الأشاعرة. علق محمد محيي الدين على ابن هشام قائلا: وخير من تقدير المؤلف المحذوف بأمر تقديره برسول لأن الأمر من المعاني، والمجيء لا يتعلق إلا بالأجسام ومن أجل أن الله تعالى منزه عن الجسمية وجب تقدير مضاف مناسب أ. هـ.

وعند مراجعتنا للكتب التي ألفها المترجم له والتي حققها وعلق على بعضها وجدنا أن اعتقاده أشعري، وكان ذلك واضحا جليا في شرحه لكتاب (جوهرة التوحيد) والمسمى (إتحاف المريد بجوهرة التوحيد) للشيخ عبد السلام بن إبراهيم اللقاني المالكي، قد ذهب في أقواله وإرشاداته وإشاداته بالمذهب الأشعري. وأورد الأقوال التي اعتمدها شيخ المذهب أبو الحسن الأشعري وأقوال الطوائف الأخرى خلال شرحه هذا، كما في شرحه لمعنى الإيمان بعد أن أورد خمسة أقوال اختلف فيها العلماء لتحديد معنى الإيمان، فقال محمد محيي الدين: "والذي تطمئن إليه النفس من هذه المذاهب: أن الإيمان هو التصديق وهو كما ذهب إليه محققو الأشاعرة والماتريدية ... " أ. هـ.

ثم ذكر ما يؤيد كلامه هذا على وجوه، فضلا على تأويله للصفات وغيرها من أمور الاعتقاد في شرحه على المذاهب والمعتقد الأشعري، ولولا الإطالة لذكرنا بعض تلك المواضع فمن أراد المزيد فليراجع هذا الكتاب (١).

وفي مقدمته لكتاب "مقالات الإسلاميين .. " للشيخ أبي الحسن الأشعري بتحقيق المترجم له، وجدناه مكثرا من الثناء عليه وجعل روافد كلام العلماء كابن تيمية وغيره مصبا في إرفاع قدر مذهب الأشعري حتى إنه قد جعله مذهب أهل السنة والجماعة فيما أكثر من موضع. كما قال في مقدمته (٢) (١/ ٢٤): " ... يوم ظهر بمذهبه -أي أبو الحسن الأشعري- هذا الذي حاول به أن يوفق بين مذهب أهل السنة والعقل .. ".

ثم ذكر ما ذهبت إليه الأشاعرة من مقالات وآراء في العقائد خاصة وفي أمور العبادات والمعاملات عامة، والخلاف الذي حصل في وقتها بين الأشاعرة والحنابلة وأهل الحديث فقال: "هذا ما نراه نحن ومن سبقنا في هذه المسألة -أي مسألة الخلاف- وأمثالها بعد مضي الحقب المتطاولة وفي هدوء يمكن لنا من البحث ومعرفة الآراء المختلفة لمن ثار بينهم النزاع، ولكنا -مع الأسف- لا نجد هذا الهدوء وهذا التروي فيما تقصه علينا الأحداث عند ظهور مذهب الأشعري وبعده؛ فإنه ما كاد مذهب الأشعري يعلن عن نفسه


(١) كتاب (شرح جوهرة التوحيد) لمحمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الثانية (١٣٧٥ هـ / ١٩٥٥ م)، مطبعة السعادة بمصر.
(٢) كتاب (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين) للشيخ أبي الحسن الأشعري، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد- الطبعة الثانية (١٣٨٩ هـ / ١٩٦٩ م) - مكتبة النهضة المصرية.