للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والنظر إلى غيره في جنب النظر إليه لا يعد نظرًا، ولهذا قدم المعقول، والأحاديث الصحاح في تفسير تلك الآية وأقوال السلف والخلف على ذلك بحيث يعد المكابر معاندًا (١).

وقوله هذا هو قول السلف، وإثبات الرؤية لله تعالى في الآخرة ثابت في الأحاديث الصحيحة وانظر إلى كلام ابن كثير حوله (٤/ ٤٥١).

وقال في الساق لقول تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}: "مقدر باذكر أو متعلق بـ (فليأتوا) أي يوم يشتد الأمر وكشف الساق منك في ذلك، أو يوم يكشف عن حقائق الأمور وخفياتها وفي الصحيحين: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يوم يكشف ربنا عن ساق عن نور عظيم يخرون له سجدًا) " أ. هـ. وقال المؤلف في الهامش: "رواه أبو يعلى وابن جرير -الحديث الأخير- وفي الرواية رجل مبهم" أ. هـ. وما في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أولى بمعنى الآية .. والله الموفق وانظر قول ابن كثير في تفسيره وأيضًا نذكر قوله تعالى {ذُو الْعَرْشِ} من سورة البروج حول العرش: "مالكه" أ. هـ.

قال ابن كثير فيه (٤/ ٤٩٧): "أي صاحب العرش العظيم العالي عن جميع الخلائق" أ. هـ.

ولعل ما نذكره الآن هو آخر ما سننقله عنه وفي ذلك كفاية قال في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} من سورة الفجر (٣/ ٤٨٧): الفصل القضاء جيئة تليق بقدسه من غير حركة ولا نقلة" أ. هـ.

قال ابن كثير في تفسيرها (٤/ ٥١١): "يعني لفصل القضاء بين خلقه .. " أ. هـ.

هكذا نرى أن صاحب الترجمة من خلال تفسيره هذا التزم بقول السلف الصالح، دون أهل الأهواء من أهل الكلام من المذاهب والفرق الأخرى التي بنت أصولها الاعتقادية على علم الكلام وتمييز العقل دون النقل الصحيح، مع العلم أننا اعتمدنا في بيان ذلك على الجزء الثالث من تفسيره فقط لتوفره هو فقط لدينا من باقي المطبوع .. والله المستعان وهو الهادي إلى سواء السبيل.

وفاته: سنة (٩٠٥ هـ)، وقيل: (٩٠٦ هـ) خمس،

وقيل: ست وتسعمائة.

من مصنفاته: عمل تفسيرًا في مجلد ضخم، و "رسالة في تفسير الكوثر"، و"رسالة في الحيض"، و "رسالة في تفضيل البشر على الملك"، وله "جامع البيان في تفسير القرآن".


* العقلاء من القائلين بأن الرؤية تحصل من غير مواجهة المرئي ومباينته. وهذا رد لما هو مركوز في الفطر والعقول أ. هـ. ويقصد من مخاينثهم: الذين ينتسبون إلى الأشعري، وهم في الواقع جهمية معطلة.
(١) جواب عما قال الزمخشري من أنه لا يجوز أن يكون هذا معناه، لأنه يلزم أن يكون في المحشر لا ينظرون إلى غير وجه الله. ولا شك في بطلانه. فمعلوم أنهم ينظرون إلى أشياء لا يحيط بها الحصر. فالذي يصح أن يقال في معناه: أن يكون من قول الناس: أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بي، يريد مني التوقع والرجاء. هذا ما قاله القاضي ورد بأن الانتظار والرجاء لا يسند إلى الوجه. أقول: الزمخشري لم يدع أن النظر بمعنى الإنتظار لغة، بل أراد أن النظر بالمعنى المتعارف كناية عن المعنى الذي ذكره. فلا يرد ما أورده القاضي أ. هـ.