للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فاضلًا".

ثم قال: "وكان حسن المجالسة، مليح المعاشرة" أ. هـ.

* طبقات الشافعية للسبكي: "قال ابن السمعاني فيه: أبو الحسن من أهل الكِرج، رأيته بها، إمام ورع، عالم، عاقل، فقيه، مفتٍ، محدث، شاعر، أديب [له] مجموع حسن.

أفنى طول عمره في جمع العلم ونشره.

وكان شافعي المذهب إلا أنه كان لا يقنت في صلاة الصبح ثم قال السمعاني: وله قصيدة بائية في السنة، شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف، تزيد على مائتي بيت، قرأتها عليه في داره بالكرخ.

قلت -السبكي-: ثبت لنا بهذا الكلام، إن ثبت أن ابن السمعاني قاله، أن لهذا الرجل قصيدة في الإعتقاد على مذهب السلف، موافقة للسنة، وابن السمعاني كان أشعري العقيدة (١)، فلا نعترف بأن القصيدة على السنة، واعتقاد السلف إلا إذا وافقت ما نعتقد أنه كذلك وهو رأى الأشعري.

إذا عرفت هذا فاعلم أنا وقفنا على قصيدة تعزى إلى هذا الشيخ، وتلقب بـ"عروس القصائد في شموس العقائد" نال فيها من أهل السنة، وباح بالتجسيم، فلا حيا الله معتقدها ولا حيى قائلها كائنا من كان، وتكلم فيها في الأشعري أقبح كلام، وافترى عليه أي افتراء.

ثم رأيت شيخنا الذهبي حكى كلام ابن السمعاني الذي حكيته، ثم قال: قلت أولها:

محاسن جسمي بدلت بالمعايب ... وشيب فودي شوب وصل الحبائب

ومنها:

عقائدهم أن الإله بذاته ... على عرشه مع علمه بالغوائب

ومنها:

ففي كرجٍ والله من خوف أهلها ... يذوب بها البدعي يا شر ذائب

يموت ولا يقوى لإظهار بدعةٍ ... مخافة حز الرأس من كل جانب

انتهى ما حكاه الذهبي.

وكان يتمنى فيما أعرفه منه أن يحكي الأبيات الأخر، ذات الطامات الكبر، التي سأذكرها لك، ولكن يخشى صولة الشافعية، وسيف السنة المحمدية.

وأقول أولًا: إني ارتبت في أمر هذه القصيدة، وصحة نسبتها إلى هذا الرجل، وغلب على ظني أنها إما مكذوبة عليه، كلها، أو بعضها، والذي يرجح أنها مكذوبة عليه كلها أن ابن الصلاح ترجم هذا الرجل، وحكى كلام ابن السمعاني، إلا فيما يتعلق بهذه القصيدة، فلم يذكره، فيجوز أن يكون ذلك قد دس في كتاب ابن السمعاني، ليصحح به نسبة القصيدة إلى الكرجي، وقد جرى كثير مثل ذلك، ويؤيد هذا أيضًا أن ابن السمعاني ساق كثيرًا من شعره، ولم يذكر من