للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الغربية.

من ذلك دعوة قاسم أمين في تحرير المرأة، وأفكار محمّد أحمد خلف الله في القصة القرآنية، وسعد زغلول في اتجاهه الوطني العلماني بدلًا من التيار الإسلامي، وعلي عبد الرازق في كتابه: "الإسلام وأصول الحكم" الذي دعا فيه إلى فصل الدين عن الدولة.

أما عن دوره في الدعوة إلى وحدة الأديان فيقول:

والدعوة إلى وحدة الأديان فكرة قديمة، وجدت عند ملاحدة الصوفية كما ذكر ابن تيمية رحمه الله في عدد من كتبه وهذه الفكرة الخبيثة قد وجدت قديمًا عند ملاحدة الصوفية كابن سبعين وابن هود والتلمساني، قال ابن تيمية رحمه الله: "كان هؤلاء كابن سبعين ونحوه يجعلون أفضل الخلق "المحقق" عندهم، وهو القائل بالوحدة، وإذا وصل إلى هذا فلا يضره عندهم أن يكون يهوديًّا أو نصرانيًّا، بل كان ابن سبعين وابن هود والتلمساني وغيرهم يسوغون للرجل أن يتمسك باليهودية والنصرانية كما يتمسك بالإسلام، ويجعلون هذه طرقًا إلى الله بمنزلة مذاهب المسلمين).

ثم يتكلم عمن تبنى هذه الدعوة حديثًا، ويبتدأ بجمال الدين الأفغاني، ثم يذكر من تأثر بهذه الدعوة من تلامذته فيقول:

(وتأثر بهذه الدعوة تلامذة الأفغاني، وعلى رأسهم الشيخ محمّد عبده، إذ قد دعا إلى التقريب بين الأديان، وكان ذلك بإيعاز من الأفغاني، فقد اتصل الشيخ محمّد عبده برجالات الدين النصراني، وتفاوض معهم منذ عام (١٨٨٣ م) عندما كان منفيًا في بيروت .. وقد أخذت هذه الدعوة شكلًا عمليًّا بعد وفاة الأفغاني.

حيث اتصل بقس إنجليزي اسمه "إسحاق تيلور" وكتب إليه رسالتين للتقريب بين الأديان .. وقد صرح (تيلور) بأن تفسير الإمام يمهد له الطريق لإثبات الموحدة بين الديانتين، في وسط يلتقي فيه المؤمن بالقرآن والمؤمن بالإنجيل.

وسرت هذه الروح بعد الشيخ محمّد عبده حتى اشتعلت في مصر ثورة (١٩١٩ م) بقيادة صحبه وتلاميذه، وفي مقدمتهم سعد زغلزل، حتى اتحد الصليب والهلال، وخطب شيوخ الأزهر في الكنائس، واعتلى القسس منابر الأزهر) أ. هـ.

قلت: وقد فصلنا القول عن خصائص المدرسة الإصلاحية ومنهجها في التفسير وموقفها من السنة النبوية في ترجمة السيد محمّد رشيد رضا تلميذ محمّد عبده الذي يعتبر هو المؤسس الحقيقي لهذه المدرسة. فليراجع ففيه زيادة توضيح عن انحرافات هذه المدرسة. والله يعصمنا من الخطأ والزلل.

* الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات: "والشيخ محمّد عبدة من الماتريدية كما يظهر من مؤلفاته وصرح به غير واحد وقد عده الكوثري من أهل وحدة الوجود" أ. هـ.

وفاته: سنة (١٣٢٣ هـ) ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف.

من مصنفاته: "تفسير القرآن" لم يتمه، "رسالة التوحيد" و"رسالة الواردات" في الفلسفة والتصوف و"شرح نهج البلاغة" وغيرها.