للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كثير، ومن نظر في سننه تحير في حسن كلامه.

قال ابن الأثير في أول "جامع الأصول" (١): كان شافعيًّا، له مناسك على مذهب الشافعي، وكان ورعًا متحريًا، قيل: إنه أتى الحارث بن مسكين في زي أنكره، عليه قلنسوة وقباء، وكان الحارث خائفًا من أمور تتعلق بالسلطان، فخاف أن يكون عينًا له، فمنعه، فكان يجيء فيقعد خلف الباب ويسمع، ولذلك ما قال: حدثنا الحارث، وإنما يقول: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.

قال ابن الأثير: وسأل أمير أبا عبد الرحمن عن سننه: أصحيح كله؟ قال: لا قال: فاكتب لنا منه الصحيح. فجرد المجتنى (٢).

قلت: هذا لم يصح، بل المُجتنى اختيار ابن السني" (٣) أ. هـ.

• تاريخ الإسلام: "كان مليح الوجه، ظاهر الدم مع كبر السن. وكان يؤثر لباس البرود النوبية الخضر، ويكثر الجماع، مع صوم يوم وإفطار يوم.

وكان له أربع زوجات يقسم لهن، ولا يخلو مع ذلك من سرية. وكان يكثر أكل الديوك الكبار تشتري له وتسمن، فقال بعض الطلبة: ما أظن أبا عبد الرحمن إلا أنه يشرب النبيذ للنضرة التي في وجهه.

وقال آخرون: ليت شعرنا، ما يقول في إتيان النساء في أدبارهن؟ فسئل فقال: النبيذ حرام، ولا يصح في الدبر شيء، ولكن حدث محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس قال: اسق حرثك من حيث شئت. فلا ينبغي أن يتجاوز قوله هذا الفصل.

سمعه الوزير ابن حنزابة، من محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي.

وفيه: فسمعت قومًا ينكرون عليه كتاب "الخصائص" لعلي رضي الله عنه وتركه تصنيف فضائل الشيخين، فذكرت له ذلك فقال: دخلت إلى دمشق والمنحرف عن علي بها كثير، فصنفت كتاب "الخصائص" رجاء أن يهديهم الله.

ثم صنف بعد ذلك "فضائل الصحابة"، فقيل له وأنا أسمع: "ألا تخرج "فضائل معاوية".

فقال: أي شيء أخرج؟ "اللهم لا تشبع بطنه" (٤).

فسكت السائل.


(١) (١/ ١٩٦ - ١٩٧).
(٢) كذا الأصل "المجتنى" بالنون، وهو في "جامع الأصول" المجتبي بالباء، وكلاهما صحيح. انظر في ذلك مقدمة "السنن" ص (د).
(٣) رجح كثير من أهل العلم أن هو من وضع النسائي نفسه ولهم في ذلك حجج كثيرة.
(٤) جاء في هامش النسخة: "وهذا الحديث ليس فيه لعنة ولا سب".
وقد أخرج أبو داود الطيالسي في مسنده (رقم ٢٦٨٨) حديثًا من طريق: أبي عوانة، عن أبي حمزة القصاب، عن ابن عباس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى معاوية ليكتب له، فقال: إنه يأكل، ثم بعث إليه - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنه يأكل، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا أشبع الله بطنه".
وأخرجه مسلم في البر والصلة (رقم ٢٦٠٤) عن شعبة، عن أبي حمزة القصاب، عن ابن عباس، بلفظ آخر. وانظر رقم (٢٦٠٠)، وأنساب الأشراف للبلاذي، (ج ٤ ق ١/ ١٢٥، ١٢٦ رقم ٣٥٩)، وتهذيب الكمال (١/ ٣٣٨).