* السير: "اللغوي المفسر الأصولي الفقيه إمام وقته، صاحب التصانيف .. سئل أبو سهل الصعلوكي عن تفسير أبي بكر القفال، فقال: قدّسه من وجه، ودنسّه من وجه -أي دنّسه من جهة نصرة الاعتزال- انتهى.
قال -الذهبي- قد مر موته والكمال عزيز وإنما يمدح العالِم بكثرة مالهُ من الفضائل فلا تدفن المحاسن لورطة ولعله رجع عنها وقد يغفر له باستفراغه الوسع في طلب الحق، ولا قوة إلا بالله .. " أ. هـ.
قلت: وإذا ثبت في تفسيره مذهب الاعتزال فلا حاجة إلى هذا الاعتذار ولا ينفع حين التعامل مع تفسيره، أما تقويمه كعالم مجتهد، فنعم.
* طبقات الشافعية للسبكي:
"الإمام الجليل، أحد أئمة الدهر، ذو الباع الواسع في العلوم، والد الباسطة، والجلالة التامة، والعظمة الوافرة.
كان إمامًا في التفسير، إمامًا في الحديث، إمامًا في الكلام، إمامًا في الأصول، إمامًا في الفروع، إمامًا في الزهد والورع، إمامًا في اللغة والشعر، ذاكرًا للعلوم، محققًا لما يورده، حسن التصرف فيما عنده، فردًا من أفراد الزمان.
قال فيه أبو عاصم العبادي: هو أفصح الأصحاب قلما، وأثبتهم في دقائق العلوم قدمًا، وأسرعهم بيانًا، وأثبتهم جنانًا، وأعلاهم إسنادًا، وأرفعهم عمادًا.
وقال الحليمي: كان شيخنا القفال أعلم من لقيته من علماء عصره.
وقال في كتابه "شعب الإيمان" في الشعبة السادسة والعشرين، في الجهاد: إمامنا الذي هو أعلى من لقينا من علماء عصرنا، صاحب الأصول، والجدل، وحافظ الفروع، والعلل، وناصر الدين بالسيف والقلم، والموفي بالفضل في العلم على كل علم، أبو بكر محمّد بن عليّ الشاشي.
وقال الحاكم أبو عبد الله: هو الفقيه، الأديب، إمام عصره بما وراء النهر للشافعيين، وأعلمهم بالأصول، وأكثرهم رحلة في طلب الحديث.
وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: كان إمامًا، وله مصنفات كثيرة، ليس لأحد مثلها، وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء، وله "كتاب في أصول الفقه" وله "شرح الرسالة" وعنه انتشر فقه الشافعي بما وراء النهر.
وقال ابن الصلاح: القفال الكبير، علم من أعلام المذهب رفيع، ومجمع علوم هو بها عليم ولها جموع .. ".
ثم قال: "وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: بلغني أنه كان مائلًا عن الاعتدال، قائلًا بالاعتزال في أول مرة، ثم رجع إلى مذهب الأشعري.
قلت: وهذه فائدة جليلة، انفرجت بها كربة عظيمة، وحسيكة في الصدر جسيمة، وذلك أن مذاهب تحكى عن هذا الإمام في الأصول، لا تصح إلا على قواعد المعتزلة، وطالما وقع البحث في ذلك حتى تُوُهِّم أنه معتزلي، واستند المتوهم إلى ما نقل أن أبا الحسن الصفار، قال: سمعت أبا سهل الصلعوكي، وسئل عن تفسير الإمام أبي بكر القفال فقال قدّسه من وجه، ودنسه من وجه، أي دنسه من جهة نصرة مذهب الاعتزال.