للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ما يثلج صدور أهل التحقيق، فليطالع ذلك من أراده، والله ولي التوفيق. انتهى كلام المقري.

ثم قال المناوي: وفريق قصد بالإنكار عليه وعلى أتباعه الانتصار لحظ نفسه، لكونه وجد قرينه وعصريه يعتقده وينتصر له، فحملته حمية الجاهلية على معاكسته، فبالغ في خذلانه وخذلان أتباعه ومعتقديه، وقد شوهد عود الخذلان والخمول على هذا الفريق وعدم الانتفاع بعلومهم وتصانيفهم على حسنها. قال: وممن كان يعتقده سلطان العلماء ابن عبد السلام، فإنه سئل عنه أولًا فقال: شيخ سوء كذاب لا يحرم فرجًا، ثم وصفه بعد ذلك بالولاية، بل بالقطبانية، وتكرر ذلك منه.

وحكي عن اليافعي أنه كان يطعن فيه ويقول: هو زنديق، فقال له بعض أصحابه يومًا: أريد أن تريني القطب، فقيل: هو هذا، فقيل له: فأنت تطعن فيه، فقال: أصون ظاهر الشرع، ووصفه في "إرشاده" بالمعرفة والتحقيق، فقال: اجتمع الشيخان الإمامان العارفان المحققان الربانيان السهروردي، وابن عربي، فأطرق كل منهما ساعة، ثم افترقا من غير كلام، فقيل لابن عربي: ما تقول في السهروري؟ فقال: مملوء سنة من فرقة إلى قدمه، وقيل للسهروري، ما نقول فيه؟ قال: بحر الحقائق.

ثم قال المناوي: وأقوى ما احتج به المنكرون، أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، ويرده قول النووي في "بستان العارفين" بعد نقله عن أبي الخير التيناتي واقعة ظاهرها الإنكار: قد يتوهم من يشبه بالفقهاء ولا فقه عنده، أن ينكر هذا، وهذا جهالة وغباوة، ومن يتوهم ذلك فهو جسارة منه على إرسال الظنون في أولياء الرحمن.

فليحذر العاقل من التعرض لشيء من ذلك، بل حقه إذا لم يفهم حكمهم المستفادة، ولطائفهم المستجادة، أن يتفهمها ممن يعرفها، وربما رأيت من هذا النوع مما يتوهم فيهه من لا تحقيق عنده أنه مخالف، ليس غالفًا، بل يجب تأويل أفعال أولياء الله [تعالى]. إلى هنا كلامه.

وإذا وجب تأويل أفعالهم وجب تأويل أقوالهم، إذ لا فرق، وكان المجد صاحب "القاموس" عظيم الاعتقاد في ابن عربي، ويحمل كلامه على المحامل الحسنة، وطرز شرحه بـ "البخاري" بكثير من كلامه. انتهى) أ. هـ.

قلت: ثم ذكر أجوبة لأسئلة لبعض العلماء في معتقد ابن عربي وحاله، منهم الفيروزبادي، وكيف أثنوا عليه، وأيضًا بعض الأحوال الكريمة التي حصلت بعد موته، لا تغني عن حاله شيئًا مما عُرف عنه من الإلحاد ووحدة الوجود، نسأل الله العفو والعافية.

• البداية: "صنف تصانيف كثيرة منها: الفصوص، والفتوحات المكية، فيها ما يعقل وما لا يعقل، وما ينكر وما لا ينكر، وما يعرف رما لا يعرف وكتابه فصوص الحكم فيه أشياء كثيرة ظاهرها كفر صريح. وقال ابن السبط: كان يقول إنه يحفظ الاسم الأعظم ويقول أنه يعرف الكيمياء بطريق المنازلة لا بطريق الكسب، وكان فاضلًا في علم التصوف انتهى" أ. هـ.

• عنوان الدراية: "له من التأليف ما هو أكثر من الكثير كلها في علم التصوف، حيث قال في