للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فضائل الصحابة فقال دخلت دمشق والمنحرف عن علي بها كثير فأردت أن يهديهم الله تعالى بهذا الكتاب وقال الدارقطني امتحن بدمشق فأدرك الشهادة "أهـ" كلام ابن خلكان (١).

وفي تهذيب التهذيب قال أبو بكر المأموني سألته عن تصنيفه كتاب الخصائص فقال: دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير فصنفت كتاب الخصائص رجاء أن يهديهم الله ثم صنف بعد ذلك كتاب فضائل الصحابة وقرأها على الناس وقيل له وأنا حاضر ألا تخرج فضائل معاوية فقال: أي شيء أخرج اللهم لا تشبع بطنه وسكت وسكت السائل أ. هـ تهذيب التهذيب (٢).

وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: عامة ما ذكرت سمعه الوزير ابن خيرانة عن محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي وقال فيه سمعت قومًا ينكرون على أبي عبد الرحمن كتاب الخصائص لعلي وتركه تصنيف فضائل الشيخين فذكرت له ذلك فقال: دخلت دمشق والمنحرف عن علي بها كثير فصنفت كتاب الخصائص رجوت أن يهديهم الله به ثم أنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة فقيل له وأنا أسمع ألا تخرج فضائل معاوية فقال أي شيء أخرج حديث اللهم لا تشبع بطنه فسكت السائل، قال الذهبي بعد نقله لهذا: قلت لعل هذه منقبة معوية لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة (٣) قال المؤلف: النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يلعن من لا يستحق اللعن ولا يشتم من لا يستحق الشتم وهو كما وصف في القرآن الكريم على خلق عظيم فكيف يشتم أحدًا ويطلب من الله أن يجعل ذلك زكاة ورحمة وأولى بكرم أخلافه أن يطلب الزكاة والرحمة له من الله إن كان من أهلها ولا يشتمه ولا يمكن أن يشتم إلا من يعلم بأنه ليس أهلًا لهما، ثم قال الذهبي: قال أبو عبد الله بن منده عن حمزة العقبي المصري وغيره أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق فسئل بها ما جاء من فضائل معاوية فقال: ألا ترضى رأسًا برأس حتى تفضل فما زالوا يدفعون في خصييه حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة فتوفي بها قال كذا في هذه الرواية إلى مكة وصوابه الرملة، قال الدارقطني خرج حاجًا فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة فقال: احملوني إلى مكة فحمل وتوفي بها وهو مدفون بين الصفا والمروة (٤). وقال محمد بن المظفر الحافظ سمعت مشائخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار وأنه خرج إلى الغزو مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه والانبساط في المأكل وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج (٥) أ. هـ.

(قال المؤلف) -أي العاملي- قوله من جهة الخوارج من المضحكات فلم يقل أحد من رواة الأخبار ونقله الآثار أن الذين دفعوا في خصيي


(١) وفيات الأعيان (١/ ٧٧ - ٧٨).
(٢) تهذيب التهذيب (١/ ٣٦).
(٣) تذكرة الحفاظ (٢/ ٦٩٩).
(٤) تذكرة الحفاظ (٢/ ٧٠١).
(٥) السير (١٤/ ١٣١).