والاقتفاء بالآثار النبوية ... ويذكر عنه سوء أدب في أشياء أخر سامحه الله فيها" أ. هـ.
• الدرر: "كان طيب الأخلاق سلمًا صاحب دعابة ولعب صدوقًا في الحديث ... قال البرزالي: كان أحد الأعيان معرفة وإتقانًا وحفظًا للحديث وتفهمًا في علله وأسانيده عالمًا بصحيحه وسقيمه مستحضرًا للسيرة له حظ من العربية حسن التصنيف صحيح العقيدة سريع القراءة جميل الهيئة كثير التواضع طيب المجالسة خفيف الروح ظريفًا كيسًا له الشعر الرائق والنثر الفائق وكان محبًا لطبة الحديث ولم يخلف في مجموعه مثله" أ. هـ.
• طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "عليه مآخذ في دينه وهديه والله يصلحه وإيانا" أ. هـ.
• قلت: قال محقق كتاب (النفح الشذي) الدكتور أحمد معبد عبد الكريم (١/ ٣٦): "وصفه البرزالي -وهو معاصره والصفدي- وهو تلميذه الملازم- بأنه كان صحيح العقيدة، وقال ابن كثير: وله العقيدة السلفية الموضوعة على الأي والأخبار والآثار، والإقتفاء بالآثار النبوية".
وقال المحقق وتحت عنوان (الانتقادات الموجهة إليه، والجواب عليها) صفحة (١/ ٣٨): "فالصفدي مع وصفه لشيخه بجودة الذهن، وتوقده، قال: ولكن جمّد ذهنه لافتقاره به على النقل، وقال أيضًا: ولو كان اشتغاله بقدر ذهنه، كان بلغ الغاية القصوى، ولكنه كان فيه لعب، ثم استدرك قائلًا: على أنه ما خلّف مثله، لأنه كان متناسب الفضائل.
وقال أيضًا: ولو كان اشتغاله على قدر ذهنه، لبلغ الغاية القصوى، لكنه كان يتلهى عن ذلك بمعاشرة الكبار.
وقال الذهبي -بعد الثناء عليه-: وعليه مآخذ في دينه، وهديه، والله يصلحه وإيانا.
وقال أيضًا: ولو أكب على العلم كما ينبغي، لشدت إليه الرحال، ولكنه كان يتلهى عن ذلك بمباشرة الكتبة.
وقال ابن كثير -بعد الثناء على عقيدته وخُلقه وعلمه كما تقدم-: ولم يسلم من بعض الانتقاد ... ويذكر عنه سوء أدب، في أشياء أخر، سامحه الله فيها.
وقال الكمال الأدفوي -قرين المؤلف- في كتابه البدر السافر: وخالط أهل السفه وشراب المُدام، فوقع في الملام، ورُشِق بسهام الكلام، والناس مقارن، والقرين يكرم ويهان باعتبار المقارن.
والجواب عن كل ذلك من وجهين:
أولًا: إن الذين ذكروا هذه الأمور، وقد سبقوها أو اتبعوها بذكر محاسن له تكفي في دفع تأثير تلكم الانتقادات في علمه ودينه وخلقه، وكأنهم يشيرون إلى أنه مع رفعة مكانته وشهرته بالعلم والخلق، لم يسلم من بعض الانتقادات التي وجهت إليه وإن كانت غير فادحة في مقابل محاسنه الكثيرة. ويتضح ذلك في مثل قول الصفدي مثلًا؛ فإنه بعد أن قال: (ولكنه كان فيه لعب) استدرك قائلًا على أنه ما خلف مثله، ولأنه كان متناسب الفضائل.
وأيضًا ابن كثير والأدفوي، قد عقبا على انتقادهما السابق بأنه مع ذلك لم يخلف بعده في مجموعه علمًا ومعرفة.