للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كان والده شيخًا صوفيًا، وعالمًا تقيًا.

كان محافظًا على الورع والديانة، مثابرًا على التقوى والأمانة" أ. هـ.

* الشذرات: كان طويل القامة، خفيف العارضين غير متكلف في الطعام واللباس غير أنه فيه نوع اكتراث بمداراة النّاس والميل الزائد لأرباب الرئاسة فكان ذا مهابةٍ عظيمةٍ واسع التقرير سائغ التحرير يلفظ الدُّرر من كلمه، وينثر الجوهر من حكمه بحرًا زاخرًا وطودًا باذخًا.

وينسب إليه البيتان اللذان أجيب بهما بيتًا العجم وهما:

نحن أناس قد غدا دأبنا ... حب عليّ بن أبي طالب

يعيبنا النّاس على حبه ... فلعنةُ اللهِ على العائب

فأجاب أبو السعود:

ما عيبكم هذا ولكنه ... بغضُ الذي لقب بالصاحب

وقولكم فيه وفي بنته ... فلعنة الله على الكاذب

* الكواكب: "كان عالمًا عاملًا وامامًا كاملًا حسن الجاورة وافر الإنصاف دينًا خيّرًا" أ. هـ.

* الأعلام: "مفسر، شاعر من علماء الترك المستعربين" أ. هـ.

* قلت: هذه بعض المواضع المأخوذة من تفسيره والتي توضح عقيدته في الأسماء والصفات.

فقال في صفحة (٢/ ٨٧): {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} وحيث لم ينكر عليه الآخرون ورضوا به نسبت تلك العظيمة إلى الكل كما يقال بنو فلان قتلوا فلانًا، وإنما القاتل واحد منهم وأرادوا بذلك لعنهم الله أنه قال ممسك يقتر بالرزق فإن كلا من غل اليد وبسطها مجاز عن محض البخل والجود من غير قصد في ذلك إلى إثبات يد وغل أو بسط ألا يرى أنهم يستعملونه حيث لا يتصور فيه ذلك كما في قوله:

جاد الحمى بسط اليدين بوابل ... شكرت نداه تلاعه ووهاده

وقد سلك لبيد هذا المسلك السديد حيث قال:

وغداة ريح قد شهدت وقرة ... إذا أصبحت بيد الشمال زمامها

فإنه إنما أراد بذلك إثبات القدرة التامة للشمال على التصرف في القرة كيفما تشاء على طريقة المجاز من غير أن يخطر بباله أن يثبت لها يدًا ولا للقرة زمامًا، وأصله كناية فيمن يجوز عليه إرادة المعنى الحقيقي كما مر في قوله تعالى {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} في صورة آل عمران، وقيل أرادوا ما حكى عنهم بقوله تعالى {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}.

وفي (٢/ ٣٤٩) قال: " {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} أي استوى أمره واستولى وعن أصحابنا (١) أن الإستواء على العرش صفة الله


(١) الكلام الذي قاله قبل نقله لتأويل أصحابه هو قول الأشعرية، ولذلك بعد كلامهم قال: وعن أصحابنا ... والذي يعني بهم الماتريدية، وكما ذكرنا سابقًا أن ما آل إليه الحنفية وخاصة الروم الأتراك منهم في إعتقادهم هو الاعتقاد الماتريدي.