تعالى بلا كيف والمعنى أنه تعالى استوى على العرش على الوجه الذي عناه منزهًا عن الإستقرار والتمكن والعرش الجسم الحيط بسائر الأجسام سمى به لإرتفاعه أو للتشبيه بسرير الملك فإن الأمور والتدابير تنزل منه وقيل الملك" وقال في (٣/ ٦١٤): "وقوله تعالى {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وجعل الرحمة عنوان الموضوع الذي شأنه أن يكون معلوم الثبوت للموضوع عند المخاطب للإيذان بأن ذلك أمر بين لا سترة به غني عن الإخبار به صريحًا وعلى متعلقة باستوى قدمت عليه لمراعاة الفواصل والجار والمجرور على الأول خبر مبتدأ محذوف كما في قراءة الجر وقد جوز أن يكون خبرًا بعد خبر والإستواء على العرش مجاز عن الملك والسلطان متفرع على الكناية فيمن يجوز عليه القعود على السرير يقال استوى فلان على سرير الملك يراد به ملك وإن لم يقعد على سرير أصلًا والمراد بيان تعلق إرادته الشريفة بإيجاد الكائنات وتدبير أمرها".
وفي (٤/ ٥٩٠) قال: " {قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} أي خلقته بالذات من غير توسط أب وأم والتثنية لإبراز كمال الإعتناء بخلقه عليه الصلاة والسلام المستدعى لإجلاله وإعظامه قصدًا إلى تأكيد الإنكار وتشديد التوبيخ" أ. هـ.
* قلت: قال صاحب كتاب جهود علماء الحنفية: "من عظماء الحنفية في الدولة العثمانية صاحب مناصب ووجاهة عند الدولة، منطقي فلسفي ماتريدي تفسيره نسخة ثانية كمدارك النسفي لكشاف الزمخشري في غير الإعتزال" أ. هـ.
ومن كتاب "المفسرون بين التأويل والإثبات" نذكر ما نصه: "وأما عقيدته في الصفات: فهو على طريقة المؤولة حاد عنها، تبع الرازي في تصرفه مع الصفات بل ينقل ترجيحات الرازي ويقرها، ولا أظن أنه شم رائحة مذهب السلف، وهذه عادة كثير من "الأتراك الحنفيين، فإنهم يجمدون على المذهب، وعلى العقيدة الأشعرية أو الماتريدية، ولم يتيسر للأتراك من يعلمهم المذهب السلفي".
قلت: الغالب على الحنفية هو اعتقادهم العقيدة الماتريدية كما صرح هو -أي العمادي- بذلك في تفسيره بقوله:"وعن أصحابنا" ويقصد بهم الحنفية.
وإليك بعض تأويلاته من كتاب المفسرون بين التأويل والإثبات: "صفة الرحمة.
قال عند قوله تعالى:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} والرحمة في اللغة رقة القلب والإنعطاف، ومنه الرحم لإنعطافها على ما فيها، والمراد هنا التفضل والإحسان، أو إرادتهما بطريق إطلاق اسم السبب بالنسبة إلينا على مسببه البعيد أو القريب، فإن أسماء الله تعالى تؤخذ بإعتبار الغايات التي هي أفعال، دون المبادئ التي هي انفعالات (١).
صفة الغضب:
قال عند قوله تعالى:{غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} والغضب هيجان النفس لإرادة الانتقام، وعند إسناده إلى الله سبحانه يراد به