للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كلام العلماء فيه:

* الأعلام: "كان إمام الشام في عصره. علمًا بالدين، ومتضلعًا من فنون الأدب. مولده ووفاته في دمشق. كان سلفي العقيدة لا يقول بالتقليد. وقد اتهمه حسدته بتأسيس مذهب جديد في الدين سموه (المذهب الجمالي) فقبضت عليه الحكومة سنة (١٣١٣ هـ) وسألته فرد التهمة فأخلي سبيله، واعتذر إليه وإلي دمشق" أ. هـ.

* أعلام دمشق: "وكانت فيه نزعة سلفية معتدلة" أ. هـ.

* اتجاهات التفسير في العصر الراهن: (والقاسمي ينصر مذهب أهل السنة، ولذلك نجده يورد أقوال المعتزلة ويرد عليها ولنستمع إليه حين يورد قول المعتزلة في أن الشفاعة لا تقبل للعصاة ويفند زعمهم هذا بأقوال صاحب الانتصاف ابن المنير الإسكندري، يقول القاسمي: "القول في تأويل قوله تعالى {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} تنبيه: تمسكت المعتزلة بهذه الآية على أن الشفاعة لا تقبل للعصاة، لأنه نفي أن تقضي نفس عن نفس حقًّا أخلَّت به من فعل أو ترك، ثم نفي أن يقبل منها شفاعة شفيع فعُلم أنها لا تقبل للعصاة. والجواب: أنها خاصة بالكفار. ويؤيده أن الخطاب معهم كما قال: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الْشَّافِعِينَ}، وكما قال عن أهل النار {فَمَا لَنَأ مِنْ شَافِعِينَ (١٠٠) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ}. فمعنى الآية أنه تعالى لا يقبل فيمن كفر به فدية ولا شفاعة، ولا ينقذ أحدًا من عذابه منقذ ولا يخلص منه أحد وفي الانتصاف: من جحد الشفاعة فهو جدير ألا ينالها. وأما من آمن بها وصدقها، وهم أهل السنة والجماعة، فأولئك يرجون رحمة الله، ومعتقدهم أنها تنال العصاة من المؤمنين، وإنما ادخرت لهم. وليس في الآية دليل لمنكريها".

وها هو ذا ينصر مذهب أهل السنة في جواز رؤية الله تعالى يوم القيامة ويرد على المعتزلة الذين ينكرون ذلك، فيقول: "القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}.

دلت الآية على أن طلب رؤيته تعالى في الدنيا مستنكر غير جائز، ولذا لم يذكر، سبحانه وتعالى، سؤال الرؤية إلا استعظمه، وذلك في آيات منها هذه. ومنها قوله تعالى: الآية {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ... } الآية ومنها قوله تعالى: {وَقَال الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَينَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا}. فدلت هذه التهديدات الفظيعة الواردة لطالبيها في الدنيا على امتناعها فيها. وكما أخبر تعالى بأنه لا يرى في الدُّنيا فقد وعد الوعد الصادق عَزَّ وَجَلَّ برؤيته في الدار الآخرة في آيات عديدة، كما تواترت الأحاديث الصحيحة بذلك، وهي قطعية الدلالة لا ينبغي لمنصف أن يتمسك في مقابلها بتلك القواعد الكلامية التي جاء بها قدماء المعتزلة وزعموا أن العقل قد حكم بها".