أو الأحكام الفرعية العملية، أو تعيين ما يتوصل به من الأصول في استنباط تلك الفروع، أو ما دون لمدخليته في استخراج تلك المعاني من الكتاب والسنة أعني الفنون الأدبية هو ما قاله العلامة الحفيد رحمه الله تعالى وهو شامل للمقاصد والوسائل، فالمقاصد كحفظ القرآن والتفسير والحديث والفقه والكلام والتصوف على رأي فيهما".
وقال: "وقالوا في الماء: هو أعز مفقود، وأهون موجود، دخل الشَّعْبيّ على مسلم بن قتيبة فقال له: ما تشتهى يا شعبي؟ قال أعز مفقود، وأهون موجود، فقال: يا غلام: اسقه الماء، ومن معنى أنه أعز مفقود: ما حكى أن بعض الصوفية قال لبعض الملوك: أرأيت لو فقدت جرعة ماء أكنت تشتريها بنصف ملكك؟ قال: نعم، قال: أرأيت لو حبس عنك خروجها أكنت مفتديًا بالنصف الآخر؟ قال: نعم، قال فإنما قيمة ملكك شربة وبولة.
وقال تعالى:{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ} صدق ربنا سبحانه كل شيء من الماء حتى من النار قال سبحانه {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا} وجاء في الواقعة {أَفَرَأَيتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا} فالنار من الشجر والشجر من الماء، تقول العرب: في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار، أي كثر في هذين النوعين من الشجر لأنهما رخوان كالكلخ عندنا يحك بعضه ببعض فتخرج من بينهما النار بقدرة الله تعالى وفيهما الرطوبة التي هي ضرب من الماء كذا فسره الإمام المهدوي، وفي هذه المسألة أخطأ إبليس لعنه الله بقياسه الفاسد قال الله تعالى حكاية عنه:{قَال أَنَا خَيرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} يعني آدم - عليه السلام - ولم يعلم اللعين أن آدم إن كان نقل من الطين مرة فقد نقل اللعين مرتين، لأن النار من الشجر والشجر من الطين.
قال المترجم: ومما تلقيته من بعض شيوخنا رضي الله عنهم: أن أول ما خلق الله من الأجسام بعد نور نبينا محمّد - صلى الله عليه وسلم - - الهواء وهو ما بين السماء والأرض على ما لابن عربي في الفتوحات قال: وهو أصل الموجودات قال: وبه صلاح العالم، والهواء هو أحد العناصر الأربعة التي هي: النار والهواء والماء والتراب ويجمعهما: (نهمت) والهواء هو أصلها لأنه حار رطب، فإذا غلبت حرارته، وحقيقة الماء هواء غلبت رطوبته بدليل أن الماء إذا غلى على النار وترك عليها يبس ورجع إلى أصله الذي هو الهواء، لأن البخار الصاعد من الماء إلى الجو حال غليانه يصير هواء، والتراب ناشيء عن الماء لأن الماء إذا يبس وجمد صار ترابًا، وأول ما جمد من الماء حجر بمكة ملء الكف منه حيى الله جميع الأرض ولهذا سميت مكة أم القرى".
ومن كتاب (الدروس الحديثية في المجالس الحفيظية): "قال في كلمة (- رضي الله عنه -): جملة دعائية، قال الإمام أَبو حيان في النهر: ورضي الله تعالى عن عبده فعله به ما يفعل الراضي بما يرضى عنه وهو إيصال الخير إليه هدوء الرضى في لغة العرب ضد السخط يقال رضي الشيء وبه وعنه وعليه رضوانًا ويضمان ومرضاة هو قال الطيبي: الرضوان هو الرضى الكثير، ولما كان أعظم