للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الرضى رضي الرحمن خص لفظ الرضوان في القرآن بما كان من الله سبحانه وتعالى قال عَزَّ وَجَلَّ: {إلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ}. وقال: {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا} قال: {برَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ} وفي مفردات الراغب يقال رضي يرضى فهو مرضى ومرضو أ. هـ. فياء رضي أصلها الواو فلتطرفها إثر كسرة قلبت ياء، قالوا ورضى العبد عن الله أن لا يكره ما يجري به قضاؤه، ورضي الله تعالى عن العبد هو أن يراه مؤتمرًا لأمره، ومنتهيًا عن نهيه. قال: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}، وقال سبحانه {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} رضي الله عنهم في الأزل وسابق علم القدم ويبقى رضاه إلى الأبد لأن رضاه صفته الأزلية، الباقية الأبدية لا تتغير بتغير الحدثان، ولا بالوقت والزمان. ولا بالطاعة والعصيان، وإذا هم في اصطفانيته باقون إلى الأبد لا يسقطون من درجاتهم بالزلات ولا بالبشرية والشهوات، لأن أهل الرضى محروسون برعايته لا تجري عليهم نعوت أهل البعد وصاروا متصفين بوصف رضاه فرضوا عنه كما رضي عنهم كما قال تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} وهذا بعد قذف نور الإنس بقلوبهم بقوله {فَأَنْزَلَ الْسَّكِينَةَ عَلَيهِمْ} فسكنت قلوبهم إليه واطمأنت به لتنزل اليقين هو نقله الإمام العارف بالله سيدي عبد الرحمن الفاسي في حاشية الجلالين، ولذلك "والله أعلم".

قلت: ونقل من بعض أشعاره قال: (ومما قلته في الوجهة الحجازية

وأنشدتها تجاه الحجرة النبوية على مشرفها أفضل الصلاة وأزكى السلام وذلك في عام أربعة وثلاثمائة وألف. من بحر الكامل:

قرب المزار أثار كامن لوعتي ... لما سرت ريح الصبا بمهمة

فالقلب يخفق من سرور تارة ... ويذوب طورًا من عظيم مهابة

يا قسوة القلب العليل بدائه ... كم صرت تجري بي لأعظم حسرة

وأراك يا قلب نهجت مناهجا ... للسوء كم أردت سوأي وأصمت

أوقعتني في معضل أضنى الحشا ... وسلكت بي سبل الغرور بحيلتي

لما ترادفت الوساوس فيك لم ... تبرح تخيل كل سوء ظنت

ونعم لقد ساءت فعالي جملة ... فاعتدت سوء الظن أقبح شيمة

فعن الجميل تكاسلي لما قسا ... قلبي وعيني لا تجود بعبرة

فهلكت لولا أن لي ذخرًا به ... أرجو وآمل أن تقوم حالتي

المصطفى بحر الوفا عين الشفا ... من كل داء في الفؤاد وعلة

يا سيد السادات يا نور الهدى ... وأجل من يرجى لكشف ملمة