للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

العليل): "كان واسع الأفق في القراءة واقتناء الكتب لا يتعصب لمذهب إسلامي فيحصر نفسه منه. إنه يدرس كتب المذاهب الإسلامية كلها .. حيث كانت مكتبته على كتب المذهب المالكي .. وكذلك كتب الحنفية والشافعية والحنابلة والمعتزلة والشيعة. وقد درسها كلها وعرف المذاهب الإسلامية" أ. هـ.

* قلت: قال صاحب رسالة الماجستير مقدمة من الطالب محمّد عكّي علواني في رسالته بعنوان (محمد بن يوسف إطفيش ومنهجيته في التفسير): في صفحة (٥) قال: "ينحدر المفسر من سلالة مشهورة بالعلم والذكاء فقد كان جده محمّد بن عبد العزيز علامة عصره ومرجع الفتوى كما نبغ علماء كثيرون في عائلته فاجتمعت في الولد أسباب النبوغ الوراثية من الفرعين المشهورين بالعلماء والمصلحين .. حاول تفسير القرآن ثلاث مرات غير أن أحد تفاسيره الذي هو (داعي العمل) لم يكمله .. فقد تعرضت إلى انتقادات لاذعة -أحيانًا- منها اعتماده الإسرائيليات وتحيزه إلى مذهبه وتحامله على المذاهب الأخرى .. ".

وقال في صفحة (٢٠٣): "يقول المفسّر في تفسير قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} من الآية ١٦ الملك نفيًا للتشبيه: "ولا يزول الإشكال إلا بالتأويل" إلى أن يقول: "وتأويل المتشابه هو الحق ويعقب ذلك بالردّ على من ينكر التأويل قائلًا: "وجمهور سلف قومنا على إبقاء المتشابه بلا تأويل ويقول أنه على ظاهره إلا أنه بلا تكييف وهو جهالة وظلمة مع وجود العلم والنور وكثيرًا ما أوّل ابن عباس وغيره من الصحابة المتشابه، فلو كان التأويل حرامًا أو مكروهًا لما فعلوه، والتأويل تصحيح لقوله تعالى: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} عمل به وفي تركه مع إمكانه تقصير في الدين وإبقاء للمرتاب على ارتيابه وتقوية وإعانة للتشبيه، وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "آمنوا بمتشابهه" فليس فيه النهي عن التأويل بل أمر بالإيمان ونهى عن إنكاره وجعله من غير الله أو أمر بالوقف لمن لم يدرك التأويل، ويختم كلامه بقوله: "وما لا ندرك معناه نبقه بلا تأويل ونؤمن به".

وفي موضع آخر من تفسيره يرى أن التأويل يطلق على التفسير الصحيح والتفسير الباطل، أو يكون المراد منه المعنى الأول وليكن في زعم المبتغين للفتنة.

وقد ذهب الدارسون في قضية التأويل مذاهب، فمن هؤلاء من اعتبرها بدعة أول من فتح بابها الخوارج وأدّت إلى نتائج عملية خطيرة أما صاحب كتاب "التفسير والمفسرون" فبعد تبيانه للفرق بين التفسير والتأويل يعرف الأول بقوله: "ما كان راجعًا إلى الرواية" ويعرّف الثاني بقوله: "ما كان راجعًا إلى الدّراية ومن هذا التعريف يحكم صابر طعيمه على الأباضية بقوله: "وهكذا وقع الأباضية في نهج عقلي اعملوا فيه تأويل النصوص الشرعية مخالفين بذلك مذهب جمهور المسلمين".

أما صاحب كتاب (مباحث في علوم القرآن) نراه يفرق بين مفهوم التأويل عند الأوائل الذي يعني التفسير ومفهومه عند المتأخرين الذي هو: "صرف اللفظ عن الاحتمال الراجع إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به" وأطلق على