قال ابن عربي ولكل وتد من الأوتاد الأربعة ركن من أركان البيت ويكون على قلب نبي من الأنبياء فالذي على قلب آدم له الركن الشامي والذي على قلب إبراهيم له العراقي والذي على قلب عيسى له اليماني والذي على قلب محمّد صلى الله تعالى عليه وسلم له ركن الحجر الأسود وهو لنا بحمد الله تعالى انتهى والنجباء جمع نجيب وقد يقال فيه أنجاب على غير القياس لمزاوجه الأبدال والأقطاب والجمع المقيس نجباء مثل كريم وكرماء قال سيدى العارف ابن عربي في بعض مؤلفاته معزيا الفتوحات ومن الأولياء النجباء وهم ثمانية في كل زمان لا يزيدون ولا ينقصون وهم أهل علم الصفات الثمانية السبعة المشهورة والأدراك الثامن ومقامهم الكرسي لا يتعدون ولهم القدم الراسخ في علم تسيير الكواكب من جهة الكشف والاطلاع من جهة الطريقة المعلومة عند العلماء بهذا الشأن انتهى".
وتكلم أيضًا في (النقبا) و (الإفراد) و (النجبا) وغيرها من ما جعله الصوفية في معتقداتهم وأحوالهم التعبدية والبدعية، ولعل ما نقلناه يدل القارئ على نقل ابن عابدين لكلام منحرفي الصوفية وزندقتهم وإلحادهم كابن عربي وابن الفارض وغيرهما.
ثم ننقل رسالة أخرى من مجموعته هذه اسمها (سل الحسام الهندي لنصرة مولانا خالد النقشبندي)(ص ٢٨٤) قال فيها مادحًا خالد النقشبندي:
"أدام الله ظل فيوضاته وإحسانه على رؤوس الطالبين إلى يوم القيامة آمين بأنه أعلم من رأيته وأتقى وأورع وأكرم وأزهد من في الأرض في هذا العصر وأقومهم على الشريعة الغراء، والسنة النبوية الزهراء، والأخلاق الكريمة المحمدية العليا، وناهج مناهج جادة الطريقة العلية النفشبندية كثر الله تعالى أهاليها، وقدّس أسرار مواليها، وممهد مسلك السلف الصالحين من العلماء والأولياء والأتقياء، وكذا أتباعه على هديه وسيرته الشريفة الطاهرة الأسنى، وكذلك أشهد الله تعالى وأشهدكم بأني متبرئ ممن توهم السحر أو الكفر أو الفسق أو البدعة فضلًا عن الاعتقاد في حقه أو حق أتباعه الأمجاد، والعياذ بالله تعالى من كل ذلك ومتبرئ ممن يعتقد فيه هذا الاعتقاد، في الدنيا والآخرة ويوم يقوم الأشهاد لا سيما من المنكر المطرود الذي اسمه عبد الوهاب نسأل الله تعالى أن يتوب عليه ويهديه إلى الصواب".
انظر إلى قوله: " .. متبري ممن يعتقد فيه .. إلى قوله: لا سيما من المنكر المطرود الذي اسمه عبد الوهاب؟
وتكلم في من تكلم في خالد هذا الذي هو عمدة مشايخه في طريقة الصوفية ولعل المراجع لهذه الرسالة يجد ما يصبو إليه القاري من ميل وانحراف وتعصب نحو معتقده الصوفي، ومذهبه الحنفي في معاملاته وفقه.
والله نسأل العفو والعافية.
وفاته: سنة (١٢٥٢ هـ) اثنتين وخمسين ومائتين وألف.
من مصنفاته:"منحة الخالق على البحر الرائق"، وحواشي على القاضي البيضاوي التزم أن لا يذكر فيها شيئًا ذكره المفسرون، وله قصيدة